قد تكون قريبا" جدا" من الاخر لا تبتعد عنه سوي بضعة اقدام
لا تتعدي اصابع اليد الواحدة ولكنك تحس انك بعيد عنه الآف الكيلو مترات
قريب منك بجسد تراه في كل لحظه تلتفت يمينا وشمالا"..
حتي يكاد قلبك ان يعمي عن الاحساس به..
فيما تشعر بانه انسان يحتاج منك ساعات تتجاوز اصابع اليدين
علي متن طائره تفوق سرعتها سرعة الصوت للوصول الي اطراف الدولة التي يعيش فيها
والتي تقع علي بعد مئات الكيلو مترات من مهبط هذه الطائرة ..
ومن ناحية اخري هناك شخص تشعر بأنه قريب منك
بل يكاد يكون ملتصقا بمشاعرك واحساسيك
ياكل معك ويبادلك الحديث عندما تسرح في خيالك الي السماء العاليه
وفي الافق الواسع تراه في كتابك والمرآه التي تتبادل معها الاشكال والالوان كل صباح..
هذا النوع من الاصدقاء أو الزملاء هم من يتمتعون بنوع من الشفافيه
التي تؤهلهم عبور الجدران وابواب العقل .. فهي تحمل معها دائما ..فيزا مفتوحه..
لكل مكان غير قابلة للانتهاء ولاتحتاج الي التجديد ابدا..
فيزا لاتحمل تاريخا" او مكان هي صفحة بيضاء دائما يحدد مضمونها العلاقة مابين الاول والثاني .. وكثيرا ماينجح البعد فيما يعجز عنه القرب بالوصول الي اعماق المرء
والدخول في كافة حجرات قلبه وخلايا عقله ..
وهذا النوع من العلاقة لاتحتاج الي قرب المشاعر والاحاسيس
في كثير من الاحيان يكون المرء قريب من رفيقه ياكل معه ويضحك معه
الا انه بعيد عنه في قلبه واحشائه يتعامل معه كما يريد ان يراه الناس
وغالبا ماينجح في ذلك فيما يشعر انسان اخر ,
لحظة بلحظة بصديق له يراه كل يوم او كل شهر او حتي كل سنه الا ان الاخير يشاركه دقائق حياته اليوميه دون ان يعرف سبب ذلك ,
قد ترتبط المرء بانسان لا يعرف عنه شئيا سوي مايراه عبر وسائل الاعلام او مايقراء له عبر صفحات الكتب او الانترنت .. او حتي مايسمع عنه من الاخرين
الا انه يشعر يوما بعد يوم انه قريب منه ويزداد هذا القرب
كلما شاهد او قراء او سمع أكثر عنه ..
وقد يتوج هذا القرب بالتطابق مع اول لقاء
وقد يؤدي هذا اللقاء الي التنافر الفوري
بسبب اكتشاف الفرق بين مايشاهد ويقراء او يسمع عنه وبين مالمسه من اللقاء المباشر .. فينهار كل شئ وياليت ماتم لم يحصل....