وتكمل الماجستير والدكتوراه لكن الحض يأبى الإبتسام فجمالها سبب شقائها فقد كانت ترى أن الرجال لهم
لديها مواصفات قد لاتتوفر بمعظم الرجال فقد اصابها الغرور بعد أن اصبحت لديها تلك الشهادات فصارت
من العانسات وكبرت بالعمر وازدادت غرورا فوق غرور وضلت تنتظر ذلك المستحيل على أمل أن يأتي
لكن انتظارها تجاوز الحدود واخذت أمها بذكر بعض الرجال وسردت من القصص والأمثال الشيء الكثير
فتحني رأسها بصمت وهي تدرك أن القطار بدأ يحث المسير واللحاق به ربما ليس بالإمر اليسير لكنها تعيد
تذكر الماضي البعيد فيراودها خيال إنسان بعيد سخرت منه يوم كانت لاتزال صبية وكان شابا تجاوز مرحلة
المراهقة فقد عرض عليها طلب يدها بعد أن هام بها واحبها لكنها تعاملت معه ببعض الغلضة ووصفته بالفاشل
لكن ذلك الفاشل تجاوز الفشل إلى صفوف التجار وألأغنياء وتزوج وصار لديه اولاد وصار يشار له بالبنان
فتزوهم إختها الصغيرة تحتضن مولودها الجديد فتنشط لديها مشاعر الإمومة وحب الأطفال فتقبل الطفل ثم
تنهار مغمى عليها وتفيق فتسرع لغرفتها وتغلق عليها الباب ثم تلعن الجمال والدلال وتلعن الشهادات وتنتحب
مرة ومرات فتسمع الطرقات الشديدة وصوت ابيها يناديها افتحي الباب فقد حظر الخطاب فتفتح غير مصدقة
فيطلب منها أن تغسل وجهها وتلبس أشين ملابسها فهو لن يغش من جاء يخطبها وبعد أن تحظرت أمسك بحجابها والقاه على الأرض ثم دفعها امامه وادخلها عليه وبدأ يخبره عن عمرها وبعض صفاتها لكن الخاطب
قال له لا داع لذكر شيء فأنا أعرف عنها أكثر منك قال ابوها اذن ادعكما لبرهة من الوقت وخرج فنظرت
لكنها اشاحت بوجهها خجلا مما فعلت في صباها وحاولت ان تعتذر لكنه عاجلها بالحديث فقال لها انه تزوج
ولديه أولاد لكن قلبه ابى ان ينساها ابدا رغم تلك السنين وبعد ان رأى ان لا مجال للصبر قرر ان ينسى الإهانة والجرح القديم فهو منذ تيك السنين ينام على الذكرى ويستيقض على الأمل ولم يكل ولم يمل فهل
تتجاوز ماحصل وتضمد جرحه بالزواج منه ببيت جديد وأثاث جديد فهو مجبر أن يسامح ويتنازل من اجل
حبه القديم فتذرف الدمعة الخجولة وتقول بصوت خفيض ...... فهل زوجتك راضية فيجيب نعم فهي من
ارغمتني على ان اطلب يدك فهي قد ملت من كثرة احلامي وهذياني بك ورأفت بي وبأولادها ولمحبتها لي
قررت أن تضحي بنصف نصفها الآخر فهل اصبحت لديك القناعة قالت لكنك لم تسامحني من قلبك واخشى
ان تذكر ماكان بيننا في ذلك الزمان فهل تعدني الا تذكره مرة ثانية قال لكنني اجد لذة بذكر حبي الأول ومن
اهانتني في ذلك الزمان بعد ان صارت امامي الآن ولن انسى ذكرياتي فهي عندي ذكرى جميلة قالت ايه الشقي
تريدني ان اضع رأسي بين قدميك سأضعها بقية عمري فلا تخف فقد قررت الخضوع دون الخنوع لمن تعذب
بسببي فأنا أريد أن أخفف مما إقترفت يداي بحق من احبني فهذا أقل ما يمكن ان افعله لعاشقي الوحيد ...
الكاتب:ddeef123