// كنت أوصد أبوابي لنطفو معا - -أدرت ظهري فلم أجدها
وكل ما رأيته أمامي عناكب ترصف الطريق //
هل رأى أحدا منكم حبيبتي
قبل خنجر أو اقل كانت هنا - ككل الطعنات النائية
لا يعرف الطريق إليها سوى أنا والقدر والبعض من العشب المتناثر
فكيف اصابت خطى الخنجر هرولات الجرح الهارب الى الشفاء
كيف أضاع مواقع الأعشاش بصدري وقرر منفردا إلغاء جميع الطعنات القادمة
وهل يمكن للحظة فاصلة بين أخر باب مقفل واستدارة على عجل
أن ترش كل هذا الملح بيني وبين الرحيق المدلى من شفتيها
إلى حد الغرق بفجيعة الظمأ
// أيها الموت-اجلني قليلا - وابعد عني كل هذه القذائف التي تضج بها مداخلي
امنحني نافذة حاسمة -تقررعني أبجديات البحث أو الهزيمة / /
قبل خريف أو اقل كانت هنا
ككل الغابات المطرية -كصرخة طالما حاولت أن تفهم الريح
// أن بعض الأشجار لا تنحني //
فكيف ضجت ألاغصان بكل هذه المواسم البائسة والتي راحت تتوعد الغيم بالهزيمة
بكل هذه الانحناءات الفادحة الحزن والتي بقيت تنتظر بلا جدوى عند قارعة النجاة
كيف بقيت احلامي وحيدة
غزالة فرت من جوعها الثمار والأنهار
وراح يحاصرها الرصاص الطائش من كل جهات الفقدان والمعاصي القدرية
/ / سأوثث غرف السؤال بعفش الرمل
فأقدامي العارية لا تقوى على اللحاق بها عل الإسفلت
وبكل طريق لا توحي بالبحر / /
هل صادف أحدا منكم حبيبتي
قبل الإعصار بساعة كنا هناك -أنا وهي وتلك الصخرة
والمقهى المسائي يتساقط كلمات بمحاذاة انوثتها
ويغزل لها من خيوط الافق الملون بالزنابق والقناطر-بالخمائل والاسرار-مقعدا
اجزم انه كان وسيبقى في انتظارها - مادام القطار مسافرا - ما دام القطار عائدا
مادمت أنا - ما دامت هي وتلك الصخرة
كنا هناك
نجمع الكون خارج انكسارات الظل وبعيدا عن شباك الصيد
حيث البحر مرساة وجهها ومأساة لهفتي ودهشتي وانسحاقي
حيث المراكب تهرول بين اصابعها راقصة وأنا اكتب بالزبد المتلاطم بدايات جديدة
بدايات ممكنة ومستحيلة
/ / رغم أني لم أتعثر منذ مصباح أو أكثر بخيط النور الذي طالما كان يرافقها
ولم اقطف منذ خمس سماوات نجمة تسبح باسمها
ولم أرافقها منذ أخر مطار كان يئن كحقيبة فارغة- -فأني مازلت اذكرها
وسأدلكم عليها / /
في صمتها لا مكان للثورات المغدورة والفراشات التي تموت قبل الربيع
تفترش الحكايات ينابيع الروح -وترابط قريبا من جذور القلم
صوتها يغزل ثوب النبيذ- -ويقيم قداس البعث والخلود
يزف الندى والعطور الى حدائق الحلم
وينثر الصلوات على قباب جميع المدن المتعبة
في عينيها –كل قنديل يسقط يمنح زيته للندى فتضيء كل الصباحات المؤجلة
تنحني الجراح وتخلع معاطفها
وتصيبها شهوة العناق والرقص والوقوف كجدار يلجم السراب
ترتفع السقوف الفضائية
تحوم الطائرات الورقية وضحكة الأطفال والقصائد التي لم تكتب بعد
في يدها اليمنى ذاكرة كل الأغلال المحطمة والكلمة المنتفضة وحالة الطقس للعمر القادم
واعذروني
في يدها اليسرى اسكن أنا -كنجمة تضيء الفصول بين اصابعها
كمدى منهمكا بجدل الجهات التي يمكن ان ترحل او تعود منها
فهل رأى احد منكم حبيبتي
هل رأني احد منكم