1544 - شر الحياة ولا الممات.
هو كما قال الحافظ ابن حجر من كلام بعض الحكماء المتقدمين، ثم قال والمراد بشر الحياة ما يقع من الأعراض الدنيوية في المال والجسد والأهل وما أشبه ذلك، وحينئذ فهو كلام صحيح، فإن فرض أن القائل يقصد بشر الحياة أعم من ذلك حتى يشمل أمر الدين فهو مردود عليه، ويخشى في بعض صوره الكفر وفي بعضها الإثم،
وما ورد في المسند من النهي عن تمني الموت علل بأنه إما أن يقلع وإما أن يعمل من الخير ما يقابل ذلك الشر انتهى.
وقال النجم يصح معناه إذا حمل على حذف مضاف أي ولا شر الممات انتهى.
وذكره في فتح الباري في كتاب المرضى ما يدل على أن قصر العمر قد يكون خيرا للمؤمن، فمن ذلك حديث أنس الذي فيه الصحيح اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي، وهو لا ينافي حديث أبي هريرة الذي رواه مسلم وأحمد أن المؤمن لا يزيده عمره إلا خيرا إذا حمل حديث أبي هريرة على الأغلب، ومقابله على النادر.
وذكر أيضا أنه استشكل حديث مسلم وأحمد بأن الإنسان قد يعمل السيئات فيزيد عمره شرا، وأجيب بأجوبة: منها أن المؤمن بصدد أنه يفعل ما يكفر ذنوبه ومنها أن يقيد ما أطلق في هذه الرواية، فتلخص من كلامه أن الحياة تكون تارة حميدة، وتارة بضدها، وعليه ما جاء من قوله صلى الله عليه وسلم طوبى لمن طال عمره وحسن عمله، وويل لمن طال عمره وساء عمله، وفي هذا المعنى قلت:
طول الحياة حميدة * إن راقب الرحمن عبده
وبضدها فالموت خيــــــر والسعيد أتاه رشده
1545 - شر الطعام طعام الوليمة: يدعى إليها الأغنياء وتترك الفقراء، ومن ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله.
متفق عليه عن أبي هريرة موقوفا، ورواه مسلم أيضا مرفوعا لكن بلفظ يمنعها من يأتيها ويدعى إليها من يأباها، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله،
وللطبراني عن ابن عباس بلفظ شر الطعام طعام الوليمة: يدعى إليها الشبعان ويحبس عنها الجائع، ورواه الطبراني عن ابن عباس بلفظ "يدعى إليه الشبعان، ويحبس عنه الجائع"، وعبارة التحفة لابن حجر المكي والنهاية لخبر مسلم أي عن أبي هريرة بلفظ شر الطعام طعام الوليمة تدعى إليها