الجوال يكشف سر مقتل امرأتين لبنانيتين عثر على جثتيهما في منزلهما بحمص
--------------------------------------------------------------------------------
كشفت التحقيقات الجنائية اللثام عن سر مقتل الامرأتين اللبنانيتين اللتين تحملان
الجنسية العراقية واللتين وجدتا بعد ايام من قتلهما في ظروف غامضة ضمن شقة
كانتا تسكنا بها في أحد أحياء حمص، وهما أم وابنتها.
وفي التفاصيل التي حصلت عليها سيريانيوز فإن التحريات وصلت إلى دول
مجاورة وكشفت عن أن المغدورتين كانتا تستخدمان جهازي هاتف نقال للاتصال
بأقرباء لهما في كندا والعراق, ولم يتم العثور على
هذين الجهازين في مسرح
الجريمة.
وبالبحث والتدقيق تبين أن الهاتف الأول يستخدم من قبل (محمد.ع) الذي اعترف بأنه
"وجد الجوال دون شريحة بإحدى حاويات القمامة بحي الأرمن (أحد الأحياء الشرقية
من مدينة حمص) أثناء عمله بنبش الحاويات".
فيما وجد الجهاز الثاني في أحد محال بيع الجوالات في حمص أيضاً, وكان معروضا
للبيع لصالح المدعو (يوسف شحوار) من سكان حي وادي الذهب, والذي تبين بعد
القبض عليه أن اسمه الحقيقي (يوسف فريد علي) وأنه القاتل.
تفاصيل مثيرة ليوم الجريمة
المتهم يوسف أدلى بتفاصيل مثيرة لعلاقته مع المغدورتين, بدأت حين كان يعمل
بمحل لتصليح المدافىء وتعبئة الغازات وإصلاح المداخن، حيث ذهب لمنزلهما أكثر
من مرة لإصلاح المدخنة بناءً على طلب الابنة المغدورة ليليان، وشاهد والدتها
المقعدة بالمنزل, وعلم بوجود مبالغ مالية وعملات أجنبية بحوزة المغدورة ليليان
حين كانت تدفع له أجرته.
واعترف المهم بأنه بدأ التخطيط للجريمة عندما طلبت منه ليليان قبل الحادث بأيام أن
يبحث لها عن مشتر لمدفأة قديمة تملكها, الأمر الذي اعتبره فرصة لدخوله إلى
المنزل مجددا, فترك عمله في المحل الكائن بحي عكرمة الجديدة, وانتقل إلى محل
جديد في حي الأرمن لإبعاد الشبهة عنه كونه اتخذ قراره بقتل ليليان وأمها, وجهز
قطعة حديدية (مبسطة) اقتطعها من شباك منزل مستأجر من قبله في الأرمن لتكون
أداة الجريمة.
وعند الساعة السادسة مساءً من يوم الحادث (17/1/2009) أخفى الحديدة في كم
سترته وقصد منزل المغدورتين بحي عكرمة الجديدة, ورغم قرعه جرس المنزل إلاّ
أن أحداً لم يرد, مما دفعه إلى تكرار المحاولة بعد مضي نحو نصف ساعة، حيث
حضرت ليليان وبيدها أكياس فيها بعض اللوازم المنزلية, فأخبرها بأنه قدم لشراء
المدفأة القديمة, ودخل معها إلى المنزل.
تنفيذ الجريمة بدم بارد
مع دخوله إلى المنزل برفقة المغدورة ليليان شاهد والدتها المقعدة (مادلين) جالسة
على كنبة في غرفة الضيوف, فيما طلبت منه ليليان مرافقتها إلى حمام المنزل
لإصلاح ماسورة المياه, وحينها استغل فرصة تواجدها معه في الحمام فقام بضربها
بغتة على رأسها ضربتين متتاليتين بقطعة الحديد, مما أدى لنزف الدماء من رأسها
بغزارة , قبل أن يغلق باب الحمام بشكل محكم لمنع وصول صوتها إلى الخارج,
طالباً منها إعطاءه ما تملكه من مال, لكنها أعلمته بعدم وجود أموال معها محاولة
دفعه بعيداً عنها بيديها المضرجتين بالدماء مما جعل توازنها يختل وتسقط في
البانيو, وعندها قام بإخراجها منه إلى أرضية الحمام وضربها عدة ضربات أخرى
على رأسها ووضع قطعة الحديد على عنقها وضغط عليها بكلتا يديه وركلها عدة
ركلات بقدمه على صدرها بغية الإجهاز عليها, واستخدم ليفة الحمام التي لفها حول
عنقها حتى دخلت مرحلة السبات, فخرج إلى المطبخ، وعندها سألته أمها ( مادلين )
عما يحصل فأخبرها بأن ليليان قد سقطت في الحمام, ومن مطبخ منزل المغدورتين
أخذ سكين وعاد إلى الحمام ثانية حيث طعن المغدورة ليليان عدة طعنات برقبتها حتى
فارقت الحياة.
قتل الأم خنقاً
بعد تأكده من قتل الابنة خرج المتهم من الحمام إلى غرفة النوم حيث قطع حبل غسيل
موجود ضمن الغرفة مصنوعا من النايلون بطول متر ونصف تقريباً, وعاد إلى
غرفة الضيوف حيث اقترب من المغدورة المقعدة الطاعنة في العمر واضعاً الحبل
حول رقبتها وشده بقوة لخنقها ومنعها من الصراخ لمدة تقارب الخمس دقائق حتى
انكبت على وجهها فأدخل الحبل تحت وجهها حتى أصبح على فمها وشد عليه بكلتا
يديه بشكل محكم وعقده بعد ذلك, ثم تركها ليدخل مجدداً غرفة النوم حيث أحضر
جوارب ولبسها بيده, ثم أحضر سكيناً أصغر من الأولى حيث قام بطعن المغدورة
ليليان طعنة واحدة أخيرة, كما طعن أمها مادلين طعنة واحدة في الرقبة للتأكد من
موتها ومفارقتها الحياة.
سرقات لأشياء بسيطة
بعد تأكده من موت الاثنتين فتش المتهم غرفة النوم وبعثر الأشياء الموجودة فيها,
حيث عثر على حقيبة يد نسائية فيها بعض أنواع العملات, كما سرق جهازي جوال
قبل أن يمسح البصمات عن الجدران ومسكات الأبواب , كما حاول تمويه جدران
الحمام من منظر الدماء, وقام أخيراً بوضع أدوات الجريمتين ( قطعة الحديد
والسكينين) ضمن كيس من النايلون والخروج من الشقة مستقلاً أول سيارة تكسي
عمومي صادفها في الشارع.
في الطريق رمى المتهم شريحتي الهاتف الجوال من الجهازين الذين سرقهما إلى
الطريق العام, وفي منزله تفقد غنائمه حيث وجد مبلغ 800 ليرة سورية وجواز سفر
باسم المغدورة ليليان, ومبلغ 25 ألف ليرة سورية, و300 دولار كندي و 900
دولار أمريكي وقطعة نقدية أفريقية من فئة الألف.
سهرة راقصة بعد يوم دامٍ
وحسب اعترافات المتهم، فقد استأجر ليل اليوم نفسه سيارة تكسي وذهب إلى منطقة
أبو قبيس حيث قضى سهرة راقصة بأحد المقاصف هناك, رش خلالها 20 ألف
ليرة سورية على الراقصات هناك, وفي اليوم التالي رمي الحقيبة النسائية مع أحد
جهازي الهاتف الجوال ( نوكيا 3310) في إحدى حاويات القمامة بحي الأرمن، كما
دفن أدوات الجريمة ضمن حديقة منزله المستأجر, كما وأخفى السترة الملطخة
بالدماء على سقيفة المطبخ, ثم عرض الجهاز الجوال الثاني للبيع, وصرف المبالغ
المالية الأجنبية ثم عاد للسهر في ذات المقصف حتى نفذ المال منه, قبل أن يتم القبض
عليه.