الموضوع خطيير جداً لأننا نعرف له شكلاً واحداً بينما هو في حقيقته موجود أمام أعيننا وبيننا في ألف صورة و ألف شكل ..
تراه على أوجه المحلات ،، تراه على المسارح ،، تراه على النساء ،، بل وتسمعه وتشنف آذانك منه ،،
ما هو ؟؟ كيف نشأ ؟؟ كيف انتقل إلينا ؟؟ اقرأ النبذة المختصرة عنه::
العلمانية
معناها: اللادينية، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على أساس العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين، وهي تعني عزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع. وقد ظهرت في أوروبا في القرن السابع عشر، وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر.
وهي باختصار: فصل الدين عن الحياة، أو فصل الدين عن الدولة.
وقد قامت العلمانية في أوروبا لظروف وأسباب معينة منها:
* أن أوروبا ليس لديها إلا الدين الخرافي؛ وهو دين النصارى الذي بدلوه وحرفوه.
* استبداد رجال الدين.
* وقوف رجال الدين -كما يسمونهم- في وجه العلم
فهي قامت لأسباب ليست في ديننا ولله الحمد، ولا في تاريخنا ما يبرر شيئاً منها على الإطلاق، ولذلك العلمانية الموجودة في الغرب هي فصل الدين عن الحياة،أي أن تكون العبودية في الكنيسة،
فإذا تدخلت الكنيسة في تنظيم الاقتصاد في البلد قالوا: لا، هذا ليس من شؤونكم، عليكم التوجيه الروحي فقط، وليس من شئونكم الاقتصاد،وإذا تدخلت في عمل سياسي قالوا: هذا ليس من شؤونكم، السياسة لا دخل لها في الدين،وكذلك الاجتماع لا شأن له في الدين ..
كيف انتقلت العلمانية إلى المسلمين ؟؟
يمكن القول: إن العلمانية إحدى الصور الفجة لانفصال السلطان عن القـرآن الذي أخبر به النبي #: «... ألا إن الكتــاب والسلطان سيفترقان؛ فلا تفارقوا الكتاب...» (1)، وقد بدأ هذا الانفصال التدريجي بشكل خافت بعد الخلافة الراشدة إثر انفصال أهل العلم والتقوى عن أهل السلطان والغلبة؛
ولكن هذا الانفصال لم يكن في مبدأ أمره انفصالاً عن الأفكار والتصورات والعلاقات والتشريعات الإسلامية بقدر ما كان انفصالاً بين (جهاز) التفكير و (جهاز) التنفيذ، وإن قُدِّر وحدث انحراف ما في التنفيذ فإنه كان يقع في دائرة الاجتهاد الخطأ أو الهوى والمعصية، ولكن لم يتعد إلى دائرة التصورات والأفكار وتغييرها بغية إيجاد مسوِّغ وتشريع لهذا الانحراف والتعدي كما هو حادث في العلمانية..
ولا ننكر أنه يوجد في بواكير (التراث الفكري الإسلامي) بعض الجذور العميقة لتصورات ومفاهيم
منحرفة عن الإسلام الصحيح ساهمت إلى حد كبير في إخصاب الأرضية الفكرية التي عملت
عليها العلمانية فمن ذلك:
1- الأثر الذي تركته الفلسفة اليونانية والفارسية والهندية على فكر بعض الفرق مثل:
* المعتزلة : حيث شاع عندهم تقديم العقل على النقل عند توهم تعارضهما،فكانوا ينكرون ما يستطيعون من الأحاديث النبوية التي تتعارض مع المعقول ـ بحسب تصورهم لهذا المعقول ـ
* والمرجئة: حيث ابتدعوا القول بخروج الأعمال من حقيقة الإيمان؛ وعليه: بات يُكتفى في الإيمان بتصديق وقول ..
* ثم كان للصوفية نصيب من هذا الإخصاب: إذ تعانق مع الفكر الإرجائي انحـراف مفهـومــي (العبادة) و (القضاء والقــدر) عند المتصـوفة؛ حيث نجد عندهم علاقة متنافرة غريبة بين الدين والدنيا، أو بين الآخرة والدنيا، فمن أراد الدين والآخرة فله المسجد لا شأن له بالدنيا، فلمن تترك هـذه الدنيا؟!... لأهل الفساد والانحــراف؟؟
2-ومن العوامل الفكرية التي ساهمت في إخصاب الأرضية التي قامت عليها العلمانية: الفصل الحاد بين(العبادات) و (المعاملات) الذي اقتضته (الأصول الفنية) للمنهجية العلمية التي قامت عليها الكتب الفقهية المتأخرة.
3-الانحراف عن ضوابط بعض الأصول والقواعد الفقهية، مثل الانحراف بنظرية العرف أو قاعدة (العادة محكَّمة) ليكون العرف والعادة هما الأصل الذي يُقدَّم على ما سواه.
4-إغلاق باب الاجتهاد منذ أواخر القرن الرابع الهجري،هذا الإغلاق وإن كان دافعه حُسن النية حتى لا يدَّعي في دين الله مـن ليس أهـلاً للنظر والاجتهاد، إلا أننا نلاحظ أن آثاره كانت عظيمة؛ فهو وإن كان فيه نوع من إعلاء لقدر عقول علماء السلف واجتهاداتهم، إلا أن فيه أيضاً نوعاً من الحَجْر على الكتاب والسنَّة، وتقليـص المعانـي والحكـم المستنبطة منهما بما لا يتجاوز ما قاله هؤلاء العلماء الأجلاء، كما أن فيه أيضاً تصوراً خاطئاً عن طبيعة تطور الحياة الإنسانية؛ فمن منعوا الاجتهاد المطلق تصوروا أن من سبقهم من العلماء افترضوا وتخيلوا كل ما يمكن وقوعه من حوادث في حياة البشر ووضعوا لها الحلول والفتاوى الشرعية، وهذا وذاك أدى إلى مرضين خطيرين في الحياة الفكرية والفقهية لدى المسلمين، هما: التقليد وما يتبعه من تعصب، والجمود وما يتبعه من انغلاق وتحجر.
وفي عصر الدولة العثمانية كانت الحاجة ملحة لإعادة فتح باب الاجتهاد، ولكن العلماء رفضوا ذلك ولم يُقدِّموا حلولاً بديلة، عندها استغل رواد العلمانية الأوائل الفرصة وتقدموا هم بالبديل: التغريب والعلمانية.
ولا شك أن مجرد وجود هذه العوامل والمؤثرات كان لا يعني حتمية نشوء العلمانية في العالم الإسلامي؛ ذلك أن في الإسلام ذاته وفي العالم الإسلامي في مجمله من القيم الأخرى الأصيلة والقوى المعادلة لهـذه العوامل والمؤثـرات ما يبطل ـ أو يضعف ـ أثر هذه العوامل، ولكن الحقيقة أيضاً أن هذه العـوامـل والمـؤثـرات شكلت حالة يمكن أن نطلق عليها: (القابلية للعلمنة)، إضافة إلى أن هذه العوامل مثلت ثغوراً نفذ منها العلمانيون إلى البناء الفكري الإسلامي.
و أضرب لكم مثال للعلمنة في وقتنا الحاضر: المطالبة بحقوق المرأة، وقد كانت عند الغرب
و استوردها المسلمون للأسف !!
والأمثلة على ذلك كثيييرة أتركها لأقلامكم ...