يا قَلْبُ مَهْـلاً ! !
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
تَنـامُ عَيْنـي وَ لكِـنْ لَـمْ يَنَـمْ قَلْـبـي
مِنَ الفِـراقِ وَ ظُلْـمِ البَيْـنِ وَ الكَـرْبِ
لا يَنْقَضـي لَهَبـي فـي أَضْلُعـي أَبَــدًا
الوَجْدُ كالنَّـارِ يَكْـوي أَضْلُـعَ الصَّـبِّ
وَ ما شُفيتُ مِـنَ الأَسْقـامِ بَـلْ كَثُـرَتْ
وازْدَدْتُ قُرْبًـا لعَيْنَيْهـا ، فَمـا ذَنْبـي ؟!
وَ كُلَّمـا بَعُـدَتْ ، شَوْقـي يَزيـدُ لَهـا
كَشَوْقِ زَرْعٍ إلـى الأَضْـواءِ وَ الصَّـوْبِ
كَطائِـرٍ تائِـهٍ عَـنْ سِرْبِـهِ وَ عـلـى
عُيونِـهِ دَمْعَـةٌ مِـنْ فُـرْقَـةِ الـسِّـرْبِ
شَرِبْتُ كَأْسًا مِـنَ الأَحْـزانِ فـي كَمَـدٍ
فقالَ قَلْبي : " وَ هَلْ تَقْوى على الشُّرْبِ ؟! "
يـا قَلْـبُ لا أَمْلِـكُ السَّلْـوى لتَبْعِدَنـي
وَ لَمْ تَنَـمْ ذِكْريـاتُ العِشْـقِ وَ الحُـبِّ
وَ كَيْـفَ أَسْلـو رَبيعًـا باسِمًـا عَطِـرًا
رَأَيْتُـهُ مُقْبِـلاً مِـنْ هـذه الـهُـدْبِ ؟
وَ أَنْتَ في أَلَـمٍ تَبْكـي وَ تَصْـرُخُ مِـنْ
فِراقِها ، لا تَلُمْ دَمْعـي علـى السَّكْـبِ
يا قَلْبُ إنَّـا مِـنَ الطِّيـنِ الرَّقيـقِ وَ مـا
كُنَّا ليَـوْمٍ مِـنَ الأَسْيـافِ وَ الصُّلْـبِ !
هـو الهـوى دائمًـا يَجْنـي وَ يَأْسِرُنـا
إنَّ الهوى قَدَرٌ ، كَـمْ بالجَـوى يَسْبـي !
سَلِ الاَنـامَ عَـنِ التَّسْهيـدِ فـي ظُلَـمٍ
وَ عَنْ ضياعِ النُّهـى فـي غَيْهَـبِ الجُـبِّ
وَ عَـنْ مَنـامٍ أرى فيـهِ الحَبيـبَ علـى
بُعْدٍ وَ يَمْضي ، فَتَصْحـو حُرْقَـةُ القُـرْبِ
وَ عَنْ رَحيـلِ العُيـونِ الدَّامعـاتِ إلـى
مَتاهَـةِ الأَرْضِ بَيْـنَ الشَّـرْقِ وَ الغَـرْبِ
أَرْجو اللِّقاءَ وَ أَقْضـي اللَّيْـلَ فـي ظَمَـإٍ
لَعلَّنـا نَرْتَـوي مِـنْ نَهْرِهـا الـعَـذْبِ
وَ يَسْلِـبُ البَيْـنُ أَلْـوانَ الحَيـاةِ فَـمـا
تَبْقى ، وَ يَبْقى الهوى حُرًّا مِـنَ السَّلْـبِ !
يَقْضي عَلَيْنـا بسَهْـمٍ لَـمْ يَـذَرْ أَحَـدًا
وَ يَأكُلُ الجِسْـمَ كالضِّرْغامِ و الذِّئْـبِ !
يا قَلْبُ مَهْـلاً ، فـإنَّ الحُـبَّ مِطْحَنَـةٌ
لا تَعْـرِفُ الرِّفْـقَ بالأكْبـادِ وَ الجَنْـبِ !