قضية فلسطين وافواه الشياطين العرب

[شيخ نفسه]

بسم الله الرحمن الرحيم

قبل فترة ، صارت حرب في مدينة اسمها غزة - تقع هذه المدينة في فلسطين ، فضربت المقاومة الفلسطينية بعض الصواريخ على منطقة صهيونية ، فجاءوا بلقاء مع فتاة اسرائيلية وقالوا لها بماذا تعلقين فقالت :

اتمنى ان يموت َ العرب اجمعين ، وأن يصابوا بالسرطات ..

هذا ليس غريبا ً ، فهي عدوّة ، ولكن الغريب اننا نحن ُ العرب لا نعتبرها هي وكيانها الصهيوني من الاعداء !!!

نعم ايها الاخوة اليهود لم يعودوا اعداء العرب ، فقد صاروا اعداء الفلسطينيين فقط .. !!

في هذا الركن ( الركن العام للمواضيع العامة بموقع ترايدنت ) وقبل اسبوع تقريبا ً ، كان هنالك نقاش عن منطقة اسمها فلسطين ، ودولة اسمها اسرائيل !! ( والتعبير مجازي هنا فقط )
فذكر البعض نت خلال تعليقاتهم بأن فلسطين لم تعد موجودة ، وان اسرائيل هي الدولة ..
ومن بين التعليقات ايضا ً ، ( الله يهديكوا يا حماس وفتح )
وايضا ً ( بس حماس وفتح يبطلوا يقتلوا حالهم )
وايضا ً ( الفلسطينيين لم يعد لهم وجود - بما معنى الجملة - )
وايضا ً ... الكثير الكثير من التعليقات التي تسبب حزنا ً شديدا ً في النفس . .


لننسى فلسطين قليلا ً ولنتكلم عن المسجد الأقصى المبارك ..

لو تسائلنا ، لمن الكعبة المشرفة .. هل هي َ للسعوديين فقط ؟ ؟
ولمن المسجد المسجد الاقصى هل هو للفلسطينيين فقط ؟؟

اذا كانت الاجابة بنعم .. لننسى فعلا ً فلسطين
واذا كانت الاجابة لا .. لنغيّر ايها الاحبة كثيرا ً من المفاهيم الدارجة المخزية والتي لا تشرفنا نحن ُ كعرب .

لماذا حولنا قضية فلسطين او قضية القدس الى قضية خاصة ، وهي قضية ربانية تتعلق فينا جميعا ً صغارا ً وكبارا ً نساءا ً وشيوخا ً ..
ام انه ُ يجب ان نتبع َ اذناب َ هذا الوطن ( حكامنا ) ، والذين باعونا بحبّة نفط وببيوت الدعارة .. ( من مبدأ السياحة ورفع الاقتصاد المحلي ..

لماذا ننسى ان الفلسطينيين قدموا مئات من السنين ، ونأتي الآن ونقول :
لقد قتلوا انفسهم ..
نعم اعلم ذلك ، وانا كفلسطيني رأيت ُ انهم قتلوا انفسهم ، ولكن هل عامين من الاقتتال يُنهي
عشرات من السنين ، والقتال ضد ّ الصهاينة ..
وهل هذا مبرر في ان نشتم َ ، وان نهلهل ضد ّ ابناء جلدتنا .. ؟؟


يجب ان نخجل قليلا ً ، وان نعلم من هو القاتل الحقيقي والعدو الحقيقي ، فليست تلك الاسرائيلية المذكورة في النص هي ( حبيبة اي ّ ٍ منكم ) ، انها العدوّة الحقيقية لنا جميعا ً ..
يجب ان نتعلم َ من حنكة عدوّنا قليلا ً وان لا يجعلنا نلتهي في مصائبنا اكثر مما يجب ..
يجب ان نفهم أن ّ ارض الاسراء والمعراج ، هي جزء من كل واحد فينا ..
جزء من كل قارئ ٍ ، لهذا الموضوع ، لهذه الجريدة ، لهذا الوطن ..
يجب ان نعلم ان اعدائنا قتلوا انبيائنا ورسلنا ، فهل سوف يتساهلون معنا كما يتصوّر البعض ؟!

يجب ان لا نكره انفسنا اكثر من ذلك ، فقد وصلنا الى مرحلة يبكي الشرفاء دما ً على هذا المصير
وان لا ننسى جهد الشهداء ، في كل مكان وبكل دولة عربية واسلامية وماذا عملوا لأجل الكرامة
الكرامة التي صارت مثل الخيال بالنسبة لنا ، نستطيع ان نراها ولا نستطيع ان نمسك بها !!!

قال صلى الله عليه وسلم .. نصرت ُ بالشباب
اين هُم الشباب ؟

لم يكن يقصدكم انتم يا اصحاب الردود العفنة ، والمدسوسين مثل قطرات الماء تحت مدفع ٍ لولبي ّ الشكل ..
ولم يكن يقصد النائمون َ بدون عمل ، بدون ٍ أمل ، وبدن جهد ٍ ، وحتى بدون حياة ..

.

انه ُ يقصد المثقفين ، الذين يحاربون السيئة والمُنكر ، ويقفون الى جانب بعض في السرّاء والضراء
انه ُ يقصدنا نحن ُ اصحاب المواقع ، الذين يحافظون على سنته ِ ، ونقاتل ونموت من اجلها .

عليه افضل الصلاة واتم ّ التسليم

فان اردتم ان تتركوا فلسطين ، فلا تتركوا اقصاكم ، ومسجدكم الذي كتب َ باسم كل واحد منكم
وبقرار ٍ ربّاني ، ليس فيه جدال او تغيير ..



تامر زاهر