الأميرة نورة بنت عبد الله لـ«سيدتي» : هدفنا كل الوطن و«دِيرَتي الغالية» حققت أحلام الطفولة
رئيسة مجلس إدارة شركة «دِيرَتي الغالية»
الأميرة نورة بنت عبدالله بن محمد بن سعود الكبير، رئيسة مجلس إدارة شركة «دِيرَتي الغالية» وصاحبة المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي، حرم الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز، عندما طلبنا منها أن تعرف نفسها وسألناها من أنت؟ قالت: أنا مواطنة سعودية، تترأس شركة محلية تهدف من خلال أعمالها إلى أن تقبّل جبين الوطن، تلتقيها «سيدتي» في حوار تناول العديد من القضايا ورؤيتها لواقع ومستقبل المرأة السعودية.
أكدت الأميرة نورة أنها تحلم في شركة «دِيرَتي الغالية» بأن تكون المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي غيثًا وغوثًا، عونًا ومعينًا، يجعل من التكافل بين أفراد هذا الوطن ثقافة عامة وممارسة يومية، وساقية ممتدة من الطموحات، تجعل من المستقبل حقولا خضراء، مشيرة إلى أن هذا المجتمع أرض تستحق هطول الخير، وبإطلاق هذه المبادرة سيكون هنالك برق للأمل، ورعد للإرادة، وسحب مثقلة بالتكافل، وقالت إن «دِيرَتي الغالية» تحمل من خلال هذه المبادرة الوطنية التباشير بخطة إستراتيجية تهدف إلى نشر مفهوم العطاء الذكي، أو ما يسمى بالاستثمار الأخلاقي، وهو نقلة في أسلوب التفكير الاستثماري يبتعد عن سقف الرأسمالية إلى سماء أرحب، هي سماء القيم الاجتماعية والمشاركة في المنفعة والاعتماد على القدرات الوطنية في بناء أسس الأداء والسلوك الاجتماعي.
أحلام الطفولة
ماذا عن مرحلة الطفولة؟
كانت مرحلة هادئة، وهي تقريبًا شبيهة بنفس المراحل التي يمر بها غالبية الأطفال، ما زالت الذاكرة حافلة ببعض المواقف الأسرية، التي كان لها الأثر في بناء شخصيتي وتحديد معالم الكثير من الخطوات التي تمت لاحقًا في حياتي.
*بماذا كنت تحلمين في هذه المرحلة؟
في الطفولة كانت الأحلام كثيرة، وأعجز اليوم عن إحصاء ما كنت أتمناه في الصغر، لكن الأحلام كانت مرتبطة دومًا بخدمة الوطن والعمل من أجل ذلك، وأعتقد اليوم أنني أملك هذا الحلم وبدأت في تحقيقه من خلال «دِيرَتي الغالية»، التي أحلم فعليًا بأن تكون بمثابة الخدمة التي بوسعها رد جزء يسير من عطاء الوطن.
الأهداف
شركة «دِيرَتي الغالية» ما أهدافها، وما الذي تحقق من هذه الأهداف؟
«دِيرَتي الغالية»، شركة سعودية نسائية مئة في المائة، في مجال أعمالها، تؤمن بأفكار جديدة تقوم على ربط دور المرأة بتقدم التنمية داخل المجتمع، وهو ما تحقق من خلال جملة من الأهداف، التي بدأت بالإعلان عن شركة غير ربحية وبأهداف سامية، أهمها بناء قطاع أهلي على قدر من الثقة، وعلى قدر من تحمل المسؤولية، وبالتأكيد نتطلع إلى تحقيق أهداف مهمة في المستقبل، منها العمل على رفع العلم وشعار المملكة، وتأكيد الحضور الوطني بفاعلية في التجمعات والملتقيات العالمية، عبر المشاركات الثقافية والاجتماعية والسياحية والرياضية المختلفة.
كيف تنظرين لواقع ومستقبل المرأة السعودية؟
مثمر، والكثير من القرارات الأخيرة صبت في صالحها، ومن أجل أن تأخذ المرأة السعودية فرصتها في المجتمع، وتبدأ بالمبادرة بأفكار عملية وواقعية، ومن أجل نهضة كل الأفراد من دون استثناء، كانت هنالك تطورات في سبيل الارتقاء بالمرأة وظيفيًا داخل المجتمع، وهو ما لاحظناه في تعيين أول امرأة سعودية في منصب وزاري رفيع بداية العام الحالي، وأعتقد أنه كان بمثابة البدء بقراءة مستقبل أجمل للمرأة السعودية بشكل عام.
صناعة المستقبل
من وجهة نظرك، ما أهم أولويات المرأة السعودية في المرحلة الحالية؟
المشاركة بشكل حقيقي في صناعة مستقبل المجتمع، عمومًا العبارة ليست فضفاضة.. أقصد أن تكون المساهمة بحسب ما هو متاح في الوقت الحالي، أصبح لدينا الكثير من المتعلمات، وفي مجالات كثيرة ومختلفة، حتى المرأة، التي لم تتسن لها الفرصة في التعليم والعمل، صار لديها الإلمام الكافي بأهمية تعليم المرأة وعملها والمشاركة بشكل فعلي في تحمل بعض المسؤوليات داخل المجتمع.
كيف جاءت فكرة المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي، وماذا حققت المبادرة منذ انطلاقها؟
جاءت الفكرة اتساقًا مع توجه خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، الذي أولى رعاية خاصة للمحتاجين، ورأينا ذلك في زياراته لبعض الأحياء الفقيرة، وإطلاقه للعديد من المبادرات الاقتصادية لتحسين المستوى المعيشي للأسر المحتاجة، فالفكرة انطلقت من هنا، وأصبحت مبادرة حققت حتى اليوم العديد من المكتسبات المهمة، لعل أبرزها تفعيل ونشر ثقافة التكافل الاجتماعي بين الأفراد، وتأسيس سجل معلوماتي خاص بأبرز القضايا الاجتماعية التي يعاني منها الفرد محليًا، الذي سيقدم كهدية من أبناء الوطن لقادة وطنهم وللجهات المعنية بكل قضية.
ما رسالتكم؟
تفعيل مبدأ التكافل قدر الإمكان، ولفت الانتباه إلى أن هناك مشاريع تكافلية أهم من الدعم المادي، فنشر المعرفة والتكافل في المجالات المهنية والرياضية والثقافية هو ما يحتاجه المجتمع من أجل الدفع بعجلة التنمية، وأعتقد أننا في المبادرة أولينا أهمية لهذه الجوانب، ونعمل على تنفيذها من خلال شراكة فعلية على أرض الواقع بين الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص المهتم.
العطاء الذكي
ماذا عن الأهداف المستقبلية؟
تنفيذ كل ما جاءت به المبادرة من رؤى وإستراتيجيات، وذلك من خلال العمل على تعميق مبادئ التكافل الاجتماعي، ونشر مفهوم العطاء الذكي، والاعتماد كذلك على القدرات الوطنية في تحقيق هذا الهدف من خلال بوابة التكافل نفسها، أيضًا تحقيق أكبر قدر من المنفعة للمجتمع بواسطة تأسيس أكبر قاعدة بيانات للقضايا الاجتماعية، بالإضافة إلى الحفاظ أو محاولة استعادة بعض القيم ودمجها في أسلوب العيش المنسجم مع معطيات العصر الحديث وبروح إسلامية واجتماعية، أيضًا لا أخفي عليكم أن لدى الشركة مشروعًا سيتم إطلاقه قريبًا تمت دراسته بتأنٍ، ودعمه وتمويله من قبلنا، للخروج بعمل مميز يخدم الوطن والمواطن داخليًا وخارجيًا، وسيتم الإعلان عنه قريبًا، بإذن الله تعالى، وهذا المشروع سيعد مفاجأة سارة من «دِيرَتي الغالية» يستهدف كل أفراد المجتمع، وسيكون الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط.
أسباب غير واضحة
استبيان المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي كشف أن السعوديات أقل تفاعلاً مع قضايا مجتمعهن، بماذا تفسرين ذلك؟
الحقيقة أن الأسباب ليست واضحة، فالاستمارات التي طبعت في 300 ألف نسخة، وزعت على كافة شرائح المجتمع المدني، بما في ذلك الرجال والنساء على حدٍ سواء، وكن يملكن الفرصة على الإجابة عن أسئلة الاستبيان من خلال الموقع الإلكتروني للمبادرة، لو تعذّر حصولهن على النسخ الورقية، لكن كما ذكرت الأسباب لم تكن واضحة، ولا أريد أن أضع احتمالات حول عدم المشاركة، خاصة أن النسبة القليلة من المشاركات منحن الاستبيان ما يريده من معرفة إجابات النساء حول بعض مواضيع التكافل ومدى الإلمام بها في أوساطهن.
*هل تعتقدين أن مفهوم المسؤولية الاجتماعية أصبح واضحًا في المجتمع السعودي؟
ليس كثيرًا، خاصة أن عددًا من الشركات المحلية لا تفرق بين المسؤولية الاجتماعية والعمل الخيري، والمجتمع البسيط ليس مسؤولاً عن عدم الإدراك الفعلي لمفهوم المسؤولية الاجتماعية، فدور الشركات الخاصة المحلية غائب تمامًا عن تنفيذ هذا المفهوم، ونشره بشكل خدمي داخل المجتمع يعود بالنفع للمواطن والشركة على حد سواء، ولهذا وضعنا أمام أعيننا ماهية العمل الحقيقي بالمسؤولية الاجتماعية التي تخدم المجتمع بشكل خاص والوطن بشكل عام، دون النظر إلى أي مصالح تجارية أو غيرها في مشاريعنا كاملة للعشر سنوات المقبلة بإذن الله تعالى.
*بماذا تفسرين عزوف المرأة السعودية عن التفاعل مع المسؤولية الاجتماعية؟
المرأة السعودية جزء من المجتمع، وفي الإجابة السابقة تحدثنا أن المجتمع البسيط خارج أروقة الشركات الخاصة، ليس مسؤولاً عن عدم تنفيذ برامج المسؤولية الاجتماعية من قبل الشركات محليًا، إذن المسألة ليست عزوفًا من قبلها، لكنها الثقافة العامة للمجتمع التي يمكن من خلالها بناء التصورات على الجنسين من خلال عدم إدراكهم بعد لواقع المسؤولية الاجتماعية.
برامج توعوية
هل تعتقدين أن الخلط بين الزكاة والتبرعات الخيرية والمسؤولية الاجتماعية يساهم في الحد من تفاعل المؤسسات الخاصة مع مشاريع المسؤولية الاجتماعية، وكيف نصحح هذا الخلط؟
نعم، فهنالك الكثير من الشركات تخلط بين العمل الخيري ومشاريع المسؤولية الاجتماعية، وليس من سبيل من أجل حل ذلك سوى العمل على تنفيذ برامج توعوية، وتبني مشاريع كبيرة للمسؤولية الاجتماعية، وحث الجهات المختصة تجاريًا داخل الأجهزة الحكومية على دفع الشركات من أجل أن تكون مسؤولة اجتماعيًا، لما في ذلك من فائدة كبيرة ستعود على الشركة والمواطن وبشكل عادل، يكفل للمجتمع تحقيق النمو وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
*من أكثر تفاعلاً مع برامج المسؤولية الاجتماعية، رجال أم سيدات الأعمال، ولماذا؟
السؤال حول الأكثر، والأكثر بالعدد هم رجال الأعمال، أما بالنسبة فلا يمكن تحديد ذلك، لكن هنالك بعض المحاولات البسيطة من بعض رجال وسيدات الأعمال في تبني هذا المفهوم، وتنفيذ عدة مشاريع اجتماعية داخل المجتمع.
«دِيرَتي» ومجلس جدة
للمسؤولية الاجتماعية ما تقييمك للدور الذي يقوم به مجلس جدة للمسؤولية الاجتماعية، وهل ثمة تعاون بين شركة «دِيرَتي الغالية» والمجلس؟
حتى الآن جيد، لكن المجلس يحتاج إلى عدة خطوات أخرى، من أهمها تفعيل أسس ومبادئ المفهوم داخل الشركات المحلية، وإطلاع رجال الأعمال على أهمية هذه المبادئ، وأيضًا التوعية الكلية للمجتمع بأهمية وأثر هذا المفهوم.
وبخصوص التعاون بين دِيرَتي والمجلس، نأمل أن نتقاطع معهم في أمور مشتركة، ونقوم بالتحاور حول بعض النقاط المهمة، من أجل نشر ثقافة العمل الاجتماعي بين الشركات داخل المجتمع.
ما حدود الدور الذي تقوم به «دِيرَتي الغالية»، هل يقتصر دوركم على المدن أم ينطلق ليشمل كل الوطن؟
من اسم الشركة سيتضح أن الهدف أن يعم دورنا كل الوطن، فرسالتنا منذ البدء هي العمل من أجل الوطن، وفي كل قطعة منه، ولن ندخر جهدًا في سبيل تحقيق ذلك، والوصول إلى تحقيق أهدافنا في هذا المجال بما يعود بالمنفعة العامة على كل الوطن.
سيدتي - مجلة المرأة العربية