دمـــــــوع فـــي الخفــــــاء

[شيخ نفسه]

صرخات سكنت قلبي ، أصوات حزينة ملأت نفسي ، دموع باردة ذرفتها عيناي كلها

في داخلي لم أكن أكشفها حتى لمرآتـــي .... سكنت وراء ضحكاتي دموع غطتها

ابتساماتي ...........


أنظر إلى نفسي في المرآة أجدها سعيدة ولكن عندما أسمع صوتي أجد نحيباً ......

أنظر إلى وجهي أراه مبتسماً ولكني أفحص قلبي فأراه منكسراً ..............


أمور عديدة خبأتها في قلبي .... أقفلتُ عليها ولم أسمح لأحد برؤيتها ............

امتلأ قلبي بجروح وأحزان ، جروح أغلقتُ عليها الأبواب ونقشتُ على هذه الابواب

ممنوع الاقتراب حتى لمن يحمل لي الدواء .................


انفجر قلبي حزناً ، صرخ في وجهي وقال لماذا لا تخبري أحداً ؟ فأجبته لو كان لك لسان مثلي

لقطعته حتى لا يتكلم ، ولو كان لك قلب لخباتُ حزنك فيه مثلما أنا فعلت ،

فأجابني : بصوت دافيء وحنون بعبارات لم أسمعها في حياتي جعلتني أجلس أمام مرآتي

باكيـــــــــــــاً ......


قال لي : لو لم يكن لي لسان أو دموع أعبر فيها عن حزني وألمي لنقشتُ أحزاني على

جدران القمر بكل قطرة من دمي وكشفتها لكل من هم حولي من نجم حتى لا أبقى

حزينــــــــــاً ...........


فأنا قد صرت سعيداً وتحررتُ من كل ما يملأني من أحزان وأوجاع ............... كان صراخي

يصل الفضاء ، دموعي تنزل فقط في الخفاء ، صراخ صامت ، دموع لا ترى ، لم أكشفها

لأحد حتى لمن كان يحمل الشفاء ، لكن قلبي علمني أن أنقشها على جبهتي ... وأكشفها

لكل نجمة جميلة بريئة ، تمد لي يدها وتفتح لي قلبها لتسمع صراخي وتمسح عن خدي ...


دمعاتي ........... وهكذا أصبحت حتى في الخفاء بدلاً من أذرف دموعي ، أنشر ابتساماتي


وأنا أمسح ما نقشته على جبهتي من آلام ، فقد بدأت تتلاشـــــــــى ..............



( مــــــــــلاك السفيــــــــر )