نجوم الصف الثاني في الدراما السورية أداء لافت يؤكد تميزهم وولاءهم الكامل للفن

[شيخ نفسه]

هذا الجزء من المحتوى مخفي

يعتبر الممثل هو العمود الصلب في الدراما التلفزيونية السورية في الوقت الراهن فأغلب المشتغلين هم خريجو المعهد العالي للفنون المسرحية الذي يعد الرافد الأساسي لهذه الدراما على صعيد التمثيل، وقد أثبت الممثل السوري أنه الأقدر والأميز على صعيد الدراما العربية ومن يشاهد المسلسلات العربية المشتركة يتيقن من هذه المسألة، وإذا كان عدد النجوم في درامانا السورية قليلاً قياساً إلى مدى النجاح الذي حققته طوال العقدين الأخيرين إلا أن عدد الممثلين الذين يتألقون في أداء الأدوار الصعبة والمعقدة والمركبة يزداد كل عام.

وفي رمضان الراهن لمع عدد لا بأس به من هؤلاء الممثلين في عدد من الأعمال السورية وبغض النظر عن الحكم النهائي على هذه الأعمال فبعضها متواضع للغاية من النواحي كافة، إلا أن هذا لا يمنع أن نؤكد أن الممثل السوري يجيد تجسيد أدواره لدرجة أنه يخفف كثيراً من تأثير الصدمة جراء سقوط هذه الأعمال على أرضية الفشل أو أرضية التكرار، وبنفس الوقت يعتبر الممثل السوري سبباً رئيسياً لنجاح الأعمال وعادة ما تحاول شركات الإنتاج التعكز على هذا النجم أو ذاك من أجل إنقاذ نص ضعيف اضطرت لتملكه والدخول في إنتاجه، وقد لفتني في هذا الموسم الفنان الموهوب محمد حداقي الذي بدأ رحلة نجاحه منذ عدة أعوام ولكنه في هذا العام أكد أكثر قدرته الفائقة على تقمص الأدوار الصعبة التي تحتاج إلى الممثل المجتهد، وكان ذلك واضحاً في مسلسل (شتاء ساخن) للمخرج فراس دهني حيث استطاع تقديم شخصية الشاب الطيب الذي يعاني من تخلف عقلي والملاحظ أن أداء حداقي لم يتغير بين مشهد وآخر أي إنه استطاع القبض على الشخصية بشكل لم يتسن لها الإفلات منه أبداً، وقدم في مسلسل (قاع المدينة) للكاتب محمد العاص والمخرج سمير حسين دوراً لا يقل أهمية وتعقيداً وهو دور الشاب الذي يضطر للسرقة من أجل مساعدة أخته المدمنة على المخدرات وقد تبارى في أكثر من مشهد مع النجم باسم ياخور في فنون الأداء العميق، وقد نجح الإثنان في تقديم مشاهد تصل لدرجة الروعة. ويبدو الفنان الشاب أحمد الأحمد يسير بخطا واثقة عاماً إثر عام في عالم الأداء المتميز والنجومية ومن الواضح أن الأحمد يجيد جيداً قراءة الشخصية التي يؤديها ويعي تماماً دورها في السياق الدرامي للعمل كله، وقد شارك في هذا الموسم بالعديد من المسلسلات الهامة ولكنه كان لافتاً أكثر في مسلسل (سحابة صيف) للكاتبة إيمان السعيد والمخرج مروان بركات وفي مسلسل (قاع المدينة). وشكّل مسلسل (فنجان الدم) للكاتب عدنان عودة والمخرج الليث حجو فرصة حقيقية للفنان جمال العلي لاستعراض ما يملك من طاقة كبيرة حيث لعب دور الراعي بأسلوب جديد ومبتكر، وأكد أن قدراته في التراجيديا لا تقل عمقاً عن قدراته في الكوميديا.
وقد شهد هذا الموسم ولادة نجمة هي الفنانة تاج حيدر والتي منذ ظهورها الأول في مسلسل (الزير سالم) أعلنت عن نفسها ممثلة من طراز رفيع وفي مسلسل (قاع المدينة) قدمت شخصية الفتاة المظلومة والمغلوب على أمرها بشكل جديد وأسلوب متماسك، ويعتبر موسم 2009 نقلة نوعية في مسيرة الفنانة الشابة ميسون أبو أسعد حيث طرقت باب النجومية بقوة من خلال حضورها المتميز في عدد من المسلسلات أبرزها (فنجان الدم) و(عن الخوف والعزلة) و(آخر أيام الحب) وتتميز أبو أسعد بالأداء العميق المبني على قراءة واعية للشخصية وتشاركها في ذلك الفنانة الشابة رنا شميس التي تتألق موسماً إثر موسم، وأن تتجرأ على تجسيد دور الأم وهي مازالت في مقتبل العمر وتنجح في ذلك فهذا يدل على فهم عميق للغد.
وتثبت الفنانة نسرين الحكيم موسماً إثر موسم تميزاً وحضوراً جميلين وقدرة كبيرة على تقمص الأدوار الصعبة.
وأعتقد أنه آن الأوان لكي يلتفت مخرجو الدراما السورية أكثر نحو موهبة كبيرة في الأداء وأقصد الفنان عاصم حواط الذي تميز في مسلسل (شتاء ساخن)، وما دمنا بسيرة هذا العمل لابد من الثناء على الممثلة لمى الحكيم التي تصدت لدور الفتاة التي تتحول إلى شاب وقد أجادت تمثيل الدور، ومجرد قبولها يؤكد أن الفن يعنيها أكثر من أي شيء آخر وهذا أمر بتنا نفتقده كثيراً فحالة القناعة الكاملة بالفن في حالة تراجع كبير.
يؤخذ على الفنان فادي صبيح تعدد مشاركاته في هذا الموسم ويخشى محبوه أن يفتت موهبته بهذه الطريقة وخاصة أنه من الفنانين السوريين المتميزين. وفي موسم 2009 أعلنت الفنانة كندة حنا حضورها وأعلنت أنها تملك الكثير من أوراق الأداء الذي ينحاز أكثر للشخصية التي تؤديها، وقد فردت في هذا الموسم جناحيها أكثر حيث شاركت في عدد من الأعمال منها (صبايا) و(رجال الحسم) و(قاع المدينة) وهي تملك كل المؤهلات التي تؤهلها لكي تكون نجمة متميزة في سماء الدراما السورية، وغير بعيدة عنها في هذه المواصفات تقف الفنانة الشابة رواد عليو.
وفي هذا الموسم منح المخرج بسام الملا فرصة لموهبة الفنان الشاب مصطفى الخاني كي تتنفس بعد أن كادت تختنق تحت إهمال المخرجين لها لأسباب غير منطقية ومن الفنانين السوريين الشباب الذين يؤكدون تميزهم في كل دور ويتصدون له الفنان عامر العلي الذي أجاد أداء دور الشاب المستهتر الذي يحاول رفض بذرة الشر التي يحاول والده زرعها بداخله في مسلسل (قاع المدينة)، وأعتقد أن الممثل لم يأخذ الفرص التي يستحقها بعد ويشاركه في ذلك العديد من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، ويحسب للمخرج المثنى صبح أنه فتح الباب واسعاً لدخول عدد لا بأس به من خريجات المعهد للدراما السورية من خلال مسلسله (الدوامة) وكذلك فعل المخرج الليث حجو في مسلسل (فنجان الدم)، والمطلوب أن يقوم المخرجون وشركات الإنتاج بتوسيع المدخل لهؤلاء الشباب