السلااااام عليكم
اعلم ان مكان الموضوع ليس هنا..
ولكن لأن اكثر الأعضاء من مرتادي المنتدى العام...
فأحبب إفادة الجميع..
وللعلم فالموضوع منقول..بإذن صاحبه..
********************************************
الحمد لله ، فبعد مجهود مضني تمكنا من الحصول على كل الأدلة التي تؤكد بشكل قاطع وبالإجماع تحريم الإستماع للأغاني والموسيقى من : القرآن الكريم - السنة النبوية الشريفة الصحيحة - أقوال كبار العلماء عبر تاريخ الإسلام كأصحاب المذاهب الأربعة وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ، ناهيك عن أقوال أفضل جيل في العالم ألا وهم الصحابة .
وللأسف الشديد توجد هناك فئة تسمي نفسها القرآنيون ( الذين يدعون أنهم لايأخذون دينهم إلا من القرآن ) ويقولون بأن السنة لا يمكن الوثوق فيها ، لماذا ؟ لأنه اعتراها الدس والتحريف !!! ولأن الصحابة بشر يصيبون ويخطئون (وأنا أقول : لايكذبون ) ، فهؤلاء أوجه لهم سؤال واحد فقط كمثال :
س : كيف عرفت صفة الصلاة ؟ ( مع العلم أنها لم تذكر في القرآن ).
أدلة التحريم من القرآن الكريم
1- قوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ) (سورة لقمان: 6)
قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء.
وقال مجاهد رحمه الله : اللهو: الطبل . (تفسير الطبري).
وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" (تفسير ابن كثير).
قال ابن القيم رحمه الله: ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود.
قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) ، فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات -.
وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء.." (من كتاب إغاثة اللهفان لابن القيم).
وكذلك قال جابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومكحول وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب وعلي بن بديمة و غيرهم في تفسير هذه الآية الكريمة. قال الواحدي رحمه الله: وهذه الآية على هذا التفسير تدل على تحريم الغناء (من كتاب إغاثة اللهفان لابن القيم).
ولقد قال الحاكم في مستدركه عن تفسير الصحابي: " ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي و التنزيل عند الشيخين حديث مسند".
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان معلقا على كلام الحاكم: "وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير من بعدهم، فهم أعلم الأمة بمراد الله من كتابه، فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة، وقد شاهدوا تفسيره من الرسول علما وعملا، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل".
2- وقال تعالى: (واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا) (سورة الإسراء:64)
جاء في تفسير الجلالين: (واستفزز): استخف، (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية وهذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد.
وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو..وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه".
3- وقال الله عز وجل: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما ) (الفرقان: 72).
وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال: الزور هنا الغناء.
وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعالى: ( والذين لا يشهدون الزور ) قال: لا يسمعون الغناء.
وجاء عن الطبري في تفسيره: "قال أبو جعفر: وأصل الزور تحسين الشيء، ووصفه بخلاف صفته، حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه، أنه خلاف ما هو به، والشرك قد يدخل في ذلك لأنه محسن لأهله، حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل، ويدخل فيه الغناء لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامعه سماعه" (تفسير الطبري).
وفي قوله عز وجل: ( و إذا مروا باللغو مروا كراما ) قال الإمام الطبري في تفسيره: (وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما. مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء ).******************************************
أدلة التحريم من السنة النبوية الشريفة:
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة) (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91).
وقد أقرّ بصحة هذا الحديث أكابر أهل العلم منهم الإمام ابن حبان، والإسماعيلي، وابن صلاح، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والطحاوي، وابن القيم، والصنعاني، وغيرهم كثير.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: " ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي، وزعم أنه منقطع لأن البخاري لم يصل سنده به ". وقال العلامة ابن صلاح رحمه الله : "ولا التفات إليه (أى ابن حزم) في رده ذلك..وأخطأ في ذلك من وجوه..والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح " (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب لإمام السفاريني).
وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين:
· أولاهما:
قوله صلى الله عليه وسلم: "يستحلون" ، فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة، فيستحلها أولئك القوم.
· ثانيا:
قرن المعازف مع ما تم حرمته وهو الزنا والخمر والحرير، ولو لم تكن محرمة - أى المعازف - لما قرنها معها" (السلسلة الصحيحة للألباني 1/140-141 بتصرف).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " فدل هذا الحديث على تحريم المعازف، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها" (مجموع الفتاوى لابن تيمية).
2- وروى الترمذي في سننه عن جابر رضي الله عنه قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخيل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: إني لم أنه عن البكاء، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنة)
قال الترمذي: هذا الحديث حسن، وحسنه الألباني صحيح الجامع 5194.
3- وقال صلى الله عليه و سلم: (صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة) إسناده حسن، السلسلة الصحيحة 427.
4- وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف ) صحيح بمجموع طرقه، السلسلة الصحيحة 2203.
5- قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر) (صحيح، صحيح الجامع 1708).
الكوبة هي الطبل، أما القنين هو الطنبور بالحبشية (كتاب غذاء الألباب).
6- وروى أبي داوود في سننه عن نافع أنه قال: (سمع ابن عمر مزمارا، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئا؟ قال: فقلت: لا ! قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا ) (حديث صحيح، صحيح أبي داوود 4116)
وعلق على هذا الحديث الإمام القرطبي قائلا: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال،فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم؟) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
*********************************************
وختاما..
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان: (اعلم أن للغناء خواص لها تأثير في صبغ القلب بالنفاق، ونباته فيه كنبات الزرع بالماء).
فمن خواصه:
أنه يلهي القلب ويصده عن فهم القرآن وتدبره، والعمل بما فيه، فإن الغناء والقرآن لا يجتمعان في القلب أبدا لما بينهما من التضاد، فإن القرآن ينهى عن اتباع الهوى، ويأمر بالعفة، ومجانبة شهوات النفوس، وأسباب الغي، وينهى عن اتباع خطوات الشيطان، والغناء يأمر بضد ذلك كله، ويحسنه، ويهيج النفوس إلى شهوات الغي فيثير كامنها، ويزعج قاطنها، ويحركها إلى كل قبيح، ويسوقها إلى وصل كل مليحة ومليح، فهو والخمر رضيعا لبان ، وفي تهييجهما على القبائح فرسا رهان..إلخ".
فيا أيها المسلمون: نزهوا أنفسكم وأسماعكم عن اللهو ومزامر الشيطان، وأحلوها رياض الجنان، حلق القرآن، وحلق مدارسة سنة سيد الأنام، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، تنالوا ثمرتها، إرشادا من غي، وبصيرة من عمي، وحثا على تقى، وبعدا عن هوى، وحياة القلب، ودواء وشفاء، ونجاة وبرهانا، وكونوا ممن قال الله فيهم : (والذين هم عن اللغو معرضون) .
وفق الله المسلمين للتمسك بدينهم والبصيرة في أمرهم إنه قريب مجيب.
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وجزاكم الله خيرا ...
أرجو نشر هذا الموضوع لتعم الفائده وليتضح مدى توفر الأدله