اعصار "نرجس" خلف اكثر من عشرة الاف قتيل في بورما[align=right][/align]اودى الاعصار نرجس الذي اجتاح بورما مساء الجمعة ويوم السبت بحياة اكثر من عشرة الاف شخص وفق مصادر رسمية في هذا البلد الاسيوي الفقير لكن الحصيلة مرشحة للارتفاع كثيرا لوجود مناطق منكوبة لم يصلها المسعفون بعد.
واعلنت الامم المتحدة ان الاعصار خلف مئات الالاف بلا ماوى وان بورما وافقت على تلقي المساعدة الدولية، وهو ما اكده وزير خارجيتها نياين ون. وقالت الامم المتحدة انها سترسل مساعدات عاجلة الى بورما وتدرس توجيه نداء عاجل لمساعدتها مع استعداد فريق من خمسة خبراء في الكوارث للتوجه اليها.
ونقل التلفزيون الحكومي عن وزير الخارجية قوله اثر اجتماع مع دبلوماسيين اجانب "بحسب آخر المعلومات قتل اكثر من عشرة آلاف شخص" بسبب الاعصار.
واضاف "لا نزال نجمع المعلومات ويمكن ان يكون هناك المزيد من الضحايا".
واشاد الوزير بوعود تايلاند تقديم مساعدة طبية وغذائية لبلاده معربا عن ترحيبه لقيام دول اخرى بالمساعدة في مواجهة ما خلفه الاعصار.
وكان التلفزيون البورمي اعلن في وقت سابق انه يخشى ارتفاع عدد الضحايا بشكل كبير مشيرا الى احتمال وجود "عشرات الاف القتلى في بلدة بوغولاي والاف اخرين في لابوتا" في دلتا نهر ايراوادي جنوب غرب البلاد، وهو اول منطقة ضربها الاعصار مساء الجمعة مع رياح بلغت سرعتها ما بين 190 و240 كلم في الساعة على بعد نحو 220 كلم جنوب غرب رانغون، قبل ان يصل الى هذه العاصمة الاقتصادية للبلاد.
واعلنت خمس مقاطعات مناطق منكوبة في البلاد هي العاصمة السابقة رانغون وايراوادي وبيغو وكذلك ولايتي مون وكارين.
وقال وزير الخارجية ان 57 سفينة غرقت في تلك المنطقة.
وقال مسؤول في الصليب الاحمر ان العديد من القرى الساحلية محيت بالكامل.
وادى الاعصار الى تدمير الاف المساكن والمباني وخطوط الكهرباء واقتلاع الاشجار التي باتت تسد الطرقات الرئيسية بالاضافة الى تدمير شبكات المياه، مما يعيق اعمال الانقاذ.
وقال احد السكان المسنين لفرانس برس "لم ار في حياتي شيئا كهذا"، مضيفا ان عودة الحياة الى طبيعتها ستستغرق "شهرا على الاقل".
وتسبب تدمير شبكات المياه في رانغون في تشكيل صفوف طويلة للحصول على بعض المياه امام الابار.
ومع تحرك هيئات الاغاثة التي تكابد لارسال مساعدات عاجلة من الطعام والماء الى البلاد، اكد المجلس العسكري الحاكم انه ماض في تنظيم استفتاء في نهاية الاسبوع الحالي، حول دستور جديد يفترض ان يفضي الى تنظيم انتخابات تعددية في 2010، كما افادت صحيفة "نيو لايت اوف ميانمار" الاثنين..
وجاء الاعلان قبل صدور الاعداد الجديدة للضحايا من قبل وسائل الاعلام التي يسيطر عليها المجلس العسكري الحاكم منذ 1962.
وقال المجلس العسكري الذي نقل العاصمة الى مدينة نايبويداو البعيدة ان "سكان البلاد يتوقون" الى المشاركة في الاستفتاء، كما ذكرت صحيفة "الضوء الجديد" (نيو لايت) الحكومية.
لكن السكان يؤكدون ان لديهم هموما اخرى بسبب ارتفاع اسعار الاغذية ثلاث مرات والنقص في المياه.
وقال رجل في الثلاثين من عمره كان يقف في صف طويل امام بئر "لا نريد ديموقراطية. نريد ماء الان".
واثارت هذه الارقام قلقا كبيرا لدى منظمات الاغاثة التي تجاهد في مواجهة الدمار على الارض للاسراع في ايصال المساعدات والعاملين الى هذا البلد الذي يعتبر من الاكثر عزلة في العالم.
والتقت وكالات الامم المتحدة وغيرها من الجمعيات العالمية الاثنين في بانغوك لبدء تنسيق المساعدات.
وبدأ الصليب الاحمر بتوزيع الاغذية والمواد الاساسية لالاف المنكوبين من الخيام البلاستيكية لتغطية المنازل التي اقتلع الاعصار سقوفها، واقراص لتنقية المياه، وبعض مواقد الغاز، والناموسيات، والملابس للمحتاجين، كما اعلن مايكل انير.
لكن المسؤول في الصليب الاحمر قال ان ايصال المساعدات يواجه صعوبات جمة بسبب عدم القدرة على التنقل.
ونشرت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) بعثات تقييم، وقام برنامدج الاغذية العالمي بتخزين 500 طن من الاغذية في رانغون ومولدات في كمبوديا. وغالبا ما تواجه منظمات الاغاثة صعوبات في العمل في بورما بسبب القيود التي تفرضها السلطات العسكرية.
وقال ريتشارد هورسي، المسؤول في الامم المتحدة في تايلاند المجاورة ان مئات الالاف من الاشخاص باتوا بلا مأوى ولا مياه صالحة للشرب في مناطق واسعة من البلاد.
وقال لفرانس برس "الاحتياجات العاجلة تتمثل في حاجة مئات الالاف من الاشخاص للمأوى ومياه الشرب".
وبالاضافة الى مشكلات البنية التحتية، تعاني ميانمار منذ اكثر من عشر سنوات من العقوبات الاميركية والاوروبية المفروضة عليها بسبب احتجاز زعيمة المعارضة الديموقراطية اونغ صن سو تشي.
واعلن الجيش التايلاندي انه سيرسل ادوية وطعاما الثلاثاء الى بورما.
بدورها اعلنت الهند ارسال سفينتين محملتين بالمساعدات والخيام والاغطية والملابس والمواد الطبية فورا الى رانغون.
وفي جاكرتا، دعا الامين العام لجمعية دول جنوب شرق آسيا (آسيان) سورين بتسوان الاثنين كافة الدول الاعضاء الى تقديم مساعدات عاجلة لبورما، في بيان اصدره في جاكرتا.
وفي وشنطن اعلنت وزارة الخارجية عن ارسال 250 الف دولار الى السفارة الاميركية في رانغون وان العمل جار على بحث سبل ارسال مساعدات اضافية.
وكان البيت الابيض اعلن انه سيحرص على عدم استفادة النظام البورمي من تلك المساعدات.
واعلنت المفوضية الاوروبية تقديم مساعدة عاجلة من مليوني يورو لضحايا الاعصار. وقال مفوض الشؤون الانسانية لوي ميشال في بيان ان هذه المساعدة ستقدم مباشرة الى الضحايا بلا تمييز.
واضاف البيان "هذه كارثة رهيبة تتطلب تحركا انسانيا عاجلا وفعالا".
وقالت المفوضية الاوروبية انها تلقت معلومات غير مؤكدة بان بعض قرى دلتا نهر ايراوادي دمرت بصورة شبه كاملة، ولذلك سيتم التركيز على تامين الماوى والماء للمشردين.
وفي تطور متصل، اعلنت منظمة مساعدة السجناء السياسييين في بورما الاثنين من بانكوك ان 36 شخصا قتلوا عندما فتحت قوات الامن النار داخل سجن في رانغون لتهدئة حركة تململ وفوضى لدى مرور الاعصار الذي اقتلع سقوف الصفيح في سجن انشاين قرب رانغون.