كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا..
ترمى بحجر فتعطي أطيب الثمر..
سيكون موضوعي هذا عن شيء مهم في حياتنا وطريقة معيشتنا..
نفعله كل يوم بل لانستطيع أن نتجاهله فهو أساس الحياة..أو نهج الحياة..
هذا الموضوع يتحدث عن تعاملنا مع من حولنا قريبا أم بعيدا..حبيبا أم عدوا..كبيرا أم صغير..فلا فرق بين هؤلاء جميعهم بشر.ونحن بالتأكيد سوف نقابلهم وسنتعامل معهم..
فالبداية سأقول لكم مالحظته بكثرة بيننا معشر الأنس..
الكثير يعتبر سكوته عن الرد على الآخرين والأساءه لهم كما يسيؤن ضعف..وأهانه.. يعتبره نفي للشخصية ويقول لك (( ليش بيقول لو سكت عنه إن ماعندي شخصيه)) ..الكثير يفكر بهذي الطريقة..
دعنا نتوقف قليلا..وأجب على هذي الاسئله..
1/.هل أنت إنسان مميز؟!.((من وجهة نظرك))
2/. هل أنت محب لكل من حولك من البشر مع اختلاف جنسياتهم ومستواياتهم وأشكالهم وحتى شخصياتهم وصفاتهم؟...
3/.ماهي الصفات التي تحبها فيهم؟...
4/. هل تتوفر لديك؟..
5/.هل يوجد بقلبك كره أو حقد أو حتى مشاعر عداء بسيطة أو عدم ارتياح لشخص ما؟..
6/.هل دائما تكرر بينك وبين نفسك انك أنت حر بتصرفاتك ومشاعرك لمن حولك وان الحب والكره لآياتي بالغصب؟...
7/. هل تحب لنفسك ماتحبه لغيرك؟..
8/.هل تعتقد بان من يكرهك إنسان عديم الذوق أو غبي لأنه يفعل كذلك؟..وهل تنفر من من يقول لك أو عنك بأنه يكرهك أو لايرتاح لك..؟..
9/. أنت شخص توجد بك صفات جميله ولاكن هل وصلت لدرجة الكمال البشري؟..
10/.من هو الإنسان الذي امتلك كمال الصفات البشرية..وماذا فعل في جميع المواقف التي قد مرت عليك وتشابهت مع مواقفه مثلك أم أسوء منك أم أحسن؟...
أجبت عليها..دع أجوبتك في داخلك وتعال لكي تعرف من أنت وماذا يجب عليك أن تفعله..
رسولنا وحبيبنا..أفضل الخلق..وأكملهم بصفات البشرية..والذي نال عند الغرب المرتبة الأولى في تأثيره على البشر..وإتباعهم له ولصفاته...
انظر وتأمل ماهي تلك الصفات التي جعلت الجميع مسلمين أو لا يعجبون به..
أولها الصبر..
وخذ معي هذا الموقف لو حصل لك ماذا ستفعل..
وأنت تمشي بالطريق..يأتيك احد الأطفال ويسكب على ثوبك المشروبات الغازية..وأنت ذاهب لمقابلة شخص عزيز على قلبك..ماذا ستفعل..ستثور عليهم وتسب وتشتم بل ربما تصل لدرجة الضرب..
هذا أنت وأنا والجميع سنفعله..ولكن تعال وانظر إليه..
انظر إلى سيد الأنبياء ماذا فعل وفي نفس الموقف..والأشد بان الذي سكب عليه النجاسة لم يكن صغير..بل إنسان كبير عاقل وبالغ.. كان موجود لم يمشي ولم يذهب ليزور صديق له عزيز بل كان يصلي بين يدي العظيم الواحد الأحد الله سبحانه وتعالى..وخذ المصيبة الثالثة..لم يكن ماسكب عليه مشروبا غازيا أو عصير أو حلوى..اسمع ماذا كان..تعرف الناقة إذا ولدت مايخرج منها أخذه احدهم ورماه على الرسول..وهو يصلي..استوعبت هذا الموقف
انتقل لردة فعل الرسول..
لم يتحرك أكمل صلاته وبعد صلاته أزاله وذهب لبيته ليزيحه نهائيا..أرئيت..لم يسب ولم يشتم..ولم يقول أهانه أو ضعف..لذالك يجب أن يدافع بل سكت ومضي ليزيح الأذى..
دعنا من هذا الموقف وتعال معي لموقف اشد..
الرحمة والعطف..لمن أساء .
تخيل هذا الموقف..كنت في مجلس وقلت قصه قد حدثت لك أو شيء تريدهم يسمعونه ..وعرضت على من كان موجود إن يساعدوك في مشروع سيفيدك قليلا ولاكنه سيفيدهم أكثر لأنهم بحاجة له..كذبوك وسبوك وشتموك بأنك كاذب وتريد أن تسرق مالهم..أو ماتريدهم أن يساعدوك به..ولم يكتفوا بل طردوك من مجلسهم وخرجت.. وجعلوا صغارهم يرمون عليك كلمات قويه....وعند خروجك اشتعلت نار ببيتهم..ونظرت للبيت ماذا ستفعل ستقول الرجال كثير يستطيعون إيقافها وستقول أحسن هذا جزائهم لما قالوه لك..
نفس الموقف حدث لرسولنا وببعض التغيرات القليلة..فخذ الموقف..
عندما ذهب الرسول صلاة الله عليه وسلامه لأهل الطائف ..لماذا لم يذهب لأجل مال أو ليستفيد.كما كنت أنت ستستفيد ذهب لشيء أعظم..هو دعوتهم للإسلام..رفضوا دعوته وكذبوه ووصفوه بالساحر المجنون الكاهن..وجعلوا صغارهم يرمونه بالحجر..خرج من الطائف كما خرجت أنت من مجلسهم بخيبة غيران شيء واحد يختلف هو حقدك على من كنت عندهم وهو حزنه عليهم..كان بحالة أسى وحزن..فرحمه الله..وأرسل له جبريل..وكما في الحديث قال له جبريل إن كنت تريد فأطبق عليهم الاخشبين..أي يطبق عليهم الجبلين تخيلت منظر جبلين يطبقان على قرية..هلاك مؤكد..اسمع ماذا قال..الرسول..هل قال سأنتقم منهم لأنهم طردوني وسبوني..لا..بل رفض عرض جبريل عليه السلام.. وقال انه يرجوا ويتمنى أن يخرج من أصلابهم ناس يعبدون الله ويوحدونه..رأيت رحمته بهم وهم من لم يرحموه..لم يقل أهانه كما قلت ولا ضعف....
أيضا دعنا من هذا الموقف..وتعال لموقف أخر..يتحدث عن
حسن معاملة من يخطأ..سواء كان قد اخطىء بقصد أو لا..أو بعلمه بالخطاء أو لا..
تخيل نفسك..يوجد لديك مال لك كثير ...أتى ناس لك واتهموك بسرقته منك وعاقبوك بطردك من مدينتك..وأنت مظلوم وعلى حق..ولكن كبار تلك المدينة التي كنت فيها لم يصدقوك..ذهبت لمدينة أخرى ووجدت فيها من يساندك..وذهبت بعد مده لتلك المدينة واثبت أن المال لك..ومن اتهموك وعذبوك وعاقبوك بطردك من مدينتك أصبح مصيرهم بين يديك..ماذا ستفعل..بالتأكيد ستنتقم مثل مافعلوا فيك..وهو مجرد مال..
نفس الموقف حدث ولكن باختلافات..
عندما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم..مكة..كان المشركين من قريش وغيرهم من من يسكنون مكة والذين كفروا بالرسول وعذبوا ورموا الشوك والنجاسة عليه وهو يصلي وبطريقه وهو يمشي..الذين اتهموه بالجنون والسحر..والكذب والشعر..ضربوه وآذو أصحابه..وقتلوا أحبائه وطردوه..الذين طغوا فالبلاد فأكثروا فيها الفساد..الذين اسائوا له في المدن والقرى ..واتهموه بصفات كثيرة لم تكن له ..كل هؤلاء وما فعلوه كان مصيرهم بين يديه..وكان يوجد معه من لو يقول لهم اقتلوهم جميعا سينفذون ذلك لأجله..كان معه ناس يتمنون لو يترك رسول الله لهم الخيار بما يفعلونه فيهم..فيقطعون أجسادهم ويعذبونهم كما عذبوهم بالسابق.. موقف خطير..وما سيقوله الرسول سينفذ..تخيلت هذا الموقف..نطق الرسول بعد ماسأل قريش ماذا يتوقعون أن يفعل بهم..وأجابوه بأنه أخ كريم وابن أخ كريم..بعد تلك السبائب والشتائم مدحوه..فماذا نطق الرسول..قال وبكل رحمة الأرض بأبي هو وأمي..اذهبوا فانتم الطلقاء..
استوعبت معي..
هذا ماقاله لم يقل أهانه وضعف أن أغفر لهم..
فهل أنت أحسن منه لكي ترد الاساءه بالأساءه..حتى لو كنت على حق..
خذ هذا الحديث..عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه((أنا زعيم لبيت في ربض الجنة لمن ترك الجدال وان كان محقا))..سمعت..لمن تراك الجدال وان كان محقا..حتى إن كان الحق معك فاترك الجدال واسكت ليس ضعف وخوف وخسران ولكن امتثالا لما كان يفعله رسولنا..لكي تربح أنت بالنهاية فليس الذكاء أن تنتصر عند الجدال وإنما الذكاء أن لاتدخل في الجدال أصلا...
وخذ هذه الأحاديث من رسول الله عليه الصلاة والسلام لتدرك ماهي منزلة الذي لايسيء لمن أساء له ويعامل الجميع بمودة واحترام..
فقال الرسول للأجش بن عبد قيس..((إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله.فاستبشر الاشج وقال(ماهما يا رسول الله) فقال عليه الصلاة والسلام.(الحلم و الأناة ..))
وسئل عن البر فقال((البر حسن الخلق))
وسئل عن أكثر مايدخل الناس الجنة فقال( تقوى الله وحسن الخلق)..
وقال صلى الله عليه وسلم(( ماشيء أثقل في الميزان من حسن الخلق))
وقال أيضا(( إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار))
نعم كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا..ترمى بحجر فتعطى أطيب الثمر..من منا لم يشاهد النخلة ومن منا لم يشاهد ارتفاعها عن الأرض وأحقاد من يعيش عليها..يرميها الصغار بالحجر هم يلعبون فماذا تسقط عليهم تسقط عليهم تمر وهو أطيب الثمار..
لماذا لانكون جميعا نخيل نرتفع ونسموا عن الأحقاد بصفاتنا وأخلاقنا وتعاملنا مع الكل..يسيئون لنا فنعطيهم أحسن وأطيب الكلام ونحتسب بذلك الأجر فيرفع الله درجاتنا..ويفرح رسولنا باقتدائنا به..
أنت مشغول بانجاز إعمال ولا يوجد وقت كثير لديك فالأعمال كثيرة والوقت قيصر فيطفئ المصباح الذي كنت تستنير به..ويعم الظلام فتبدأ بإفراغ شحناتك بسبك وشتمك لما حدث..فلماذ هذا..
فبدل أن تسب الظلام..حاول أصلاح المصباح..
نعم قبل أن تسب من حولك لصفاتهم الغير مهذبة..أصلحهم. وانصحهم.. ليغيروها..
سأنهي حديثي لأني لو أكملت فلن يكفيني صفحه أو اثنتان بل سأحتاج الكثير..
شيء أريد قوله..أن كنت جاد في إرادتك لتغيير أسلوبك مع الآخرين.. فبدأ من الآن وهناك كتاب رائع سيفيدك جدا..وهو كتاب.استمتع بحياتك..لفضيلة الشيخ,,محمد بن عبد الرحمن العريفي..جزاه الله خير..فهو نعم الكتاب ليجدد حياتك..جذريا..
أخير..أتمنى الاستفادة من هذا الموضوع وبانتظار ردودكم..
ولا تنسوا... لنكن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا..ترمى بحجرا فتعطي أطيب الثمر..
منقول للفائدة
ادعوا لناقلة وكاتبة
أرق التحاياا