(إلا وأهلها ظلمون )
لم يكن أحد يعلم أن مدينة عدن تقع في قعر فوهة بركانية ضخمة ، يصف العلماء غيرها من الفوهات القاذفة بالألعاب النارية ،نظرا لضآلة حجمها ؛ ففي فترة الاستعمار الإنجليزي لعدن ، تبين للعلماء أن هذه المدينة تقع ضمن فوهة بركان ضخم خامد منذ أمد بعيد . وهذا ما أثبتته الصور الجوية الحديثة للمنطقة . ففي عام 1964م قامت البعثة
الملكية البريطانية لعلوم البراكين بدراسة موقع بركان عدن الخامد بقيادة البروفيسور ( جي جي إس ) والذ ي صرح في تقريره العلمي (إن البراكين الحالية ما هي إلا ألعاب نارية أمام بركان عدن) )
قبل أمد قريب إنفجر بركان صغير قرب عدن(جبل الطير ) ، ليعلن عن عودة النشاط البركاني إلى المنطقة ، بعد ركود استمر لقرون طوال . هذه اليقظة البركانية تعني (علميا وعمليا ) أن القادم من الأزمنة لن يكون سهلا في ظل مايعنيه هذا النشاط . خاصة وأن باقي المناطق البركانية في الجزيرة العربية قد بدأت تثاؤبها إعلانا عن حلة الفواق القريبة .
ماالذي سيحدث ؟ ، العلم عند الله ؛ كل تلك بدايات لمسلسل طويل من الأحداث .. ولكننا نتأمل أن يتحقق الخير من خلف كل تلك المكاره ، فالبراكين كما هو معلوم ذات أثر في إخصاب الأرض وفي تفجير العيون وفي استنبات الجنان والمروج . وهو الأمر الذي أشار إليه نبي الهدى من قبل إذ بشرالعرب ببعض ماورد من حديث ، بأن الجزيرة العربية ستعود مروجا خضراء كما كانت .. كما أنه عليه الصلاة والسلام قد ذكركما روي: بأن واد من أودية الحجاز سيشتعل نارا قبل قيام الساعة ، وسيصل أثره إلى أطراف الشام من أرض حوران (بصرى ) ؛وذلك قبل أن تخرج النارالكبرى من (قعر ) عدن لتسوق الناس إلى محشرهم في نهاية الزمان ؟! .
مايحدث الآن في عيصنا الحبيب يعتبره البعض أمرا طبيعيا اعتياديا يحصل في أي حرة بركانية في العالم ، وليس دلالة على عصيان أو غضب.. ! لكن البعض يعتقد بأن توقيت الزلزلة أمر إلهي قصد به أهل هذا الزمان تحديدا لإنذارهم ، فقد جاء دور الطبيعة لتنذر ولتبشر ، بعد أن توقف دور البشر في التبشير والإنذار ، بنبوة خاتم الأنبياء المبشرين المنذرين، فهل من مدكر؟! .
لقد تحدث القرطبي وابن كثير والعسقلاني وابن ضياء وغيرهم ، عن ثورة بركان حدث قرب المدينة قبل قرون، ووصفوه في تدويناتهم بأوصاف عدة ، ولكنه يختلف عن موقع بركان العيص الذي لم يشهد ثورة منذ أكثر من ألفي عام كما يذكر العلماء.
نسأل الله الخير والسلامة والأمان ، وندعوه بأن يلهمنا الايمان والصبر ، وأن يكشف عن المؤمنين كل ضر وبأس .فالأمر يستحق أن يؤخذ على محمل الجد ، لكن علينا- قبل كل شيء - أن ندرك بأن الخير والفرج نتاج كل صبر وإيمان . قال عز شأنه
وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ } سُّورَة القصص آية59):