«سيدتي» تكشف اللثام عن الوجه الآخر لـ «فنان العرب»
زيارة خاصة الى نادي الصمّ ومصنع التطريز وصالة البولينغ
فنان العرب يتفقد مصنع الخياطة
جدة : متابعة وتصوير وحيد جميل
في خطوة إنسانية تضاف إلى خطواته الكثيرة، قام مؤخراً «فنان العرب» محمد عبده بزيارة لنادي الصمّ بجدة، بهدف تقديم الدعم المعنوي والإطلاع على نشاطات النادي وبرامجه المختلفة الطموحة ومنها مصنع التطريز والخياطة الآلي التابع للنادي النسائي. «سيدتي» رافقت «فنان العرب» في زيارته هذه وسجّلت مواقفه النبيلة :
جاءت الزيارة بحضور فائزة عباس نتو، رئيسة مجلس إدارة نادي الصمّ النسائي بجدة، وعادل عبد الله عريف، رئيس النادي، ومحمد أبو مدرة، مدير النادي، ونخبة من الكتّاب ورواد الفكر والإعلاميين والمسؤولين ورجال الأعمال. وقد وصل الفنان محمد عبده إلى النادي منتصف النهار، وبعد أن تجوّل في النادي النسائي يرافقه الحضور سيراً على الأقدام وتحت أشعة الشمس الحارقة مسافة لا تقلّ عن ألف متر وصولاً إلى مصنع التطريز، ومنه توجّه بالسيارة إلى نادي الرجال، بينما ركض الإعلاميون كي لا يسبقهم الفنان محمد عبده فتفوتهم الأحداث والصور. وفي نهاية جولته، قال إن نادي الرجال أفضل ولا بدّ لنادي النساء أن يأخذ حظه من الدعم.
من يشجّع محمد عبده؟
وكانت فائزة نتو قدّمت شرحاً وافياً عن النادي ونشاطاته المتعدّدة، ومنها مصنع التطريز والخياطة الآلي، الذي موّله الشيخ صالح التركي، وبلغت تكاليفه 4 ملايين ريال. وقد وصف الفنان محمد عبده المشروع بأنه نقلة نوعية كبيرة في مسيرة النادي الذي يواكب التطلعات والآمال، بما يخدم هذه الفئة من المجتمع وتحقيق البرامج المستقبلية الطموحة للنادي والمصنع معاً.
في القسم النسائي، إستقبل الفنان محمد عبده الفتيات الصمّ اللواتي التقطن الصور التذكارية وقدّمن له هدايا من عملهن، منها لوحة الخيل. وتابع قسم الرسم والتصميم والتطريز. وفي النادي الرياضي، كشف عن هواية جديدة وهي لعبة البلياردو، ثم توجّه إلى قسم البولينغ ولبس الحذاء الخاص ليقذف الكرة. وفي المرة الثانية، إرتفعت الأكفّ بالتصفيق لتحقيقه إصابة مباشرة. وقد وقع الفنان محمد عبده في حرج عندما سأله مدير النادي إن كان يشجع نادي الوحدة أم الأهلي، لكن بديهته الحاضرة أسعفته فقال: «وهاوي» أي دمج الاسمين مع بعضهما البعض، فضجّ الحضور بالضحك والتصفيق.
محمد عبده يوقع على أدوات لعبة البولينغ
محمد عبده.. الفنان والإنتماء
يمثّل الفنان محمد عبده ظاهرة مختلفة في سماء الفن العربي باستمراريته وتوازنه ونجوميته. وهو الذي يؤكّد فكرة أن الفنان الحقيقي هو الذي يستمر في إبداعاته كما أنه يحترم جمهوره وفنه. ولذلك، فالكثير من الذين يدخلون عالم الفن في الوقت الحاضر ينتهون سريعاً لأنهم يفتقدون للجوهر الحقيقي والقيم الثابتة.
والحقيقة أن الفنانين الذين يعانون من انعدام الوزن نتيجة الشهرة المفاجئة والثراء السريع، تجد لديهم اختلالاً في شخصياتهم ولم يعودوا يعرفون من هم. ومن المشاهد المضحكة التي نراها قد انتشرت بين الفنانين،ظاهرة «البودي غاردز» وكأنهم رؤساء دول في منظر استعراضي.
وهناك فنانون حقيقيون يتجاوزون هذه المظاهر ويركّزون على فنهم ورسالتهم. والفنان السعودي محمد عبده واحد من الفنانين الذين فرضوا احترامهم على الوسط الاجتماعي والفني بأخلاقه والتزامه وانتمائه لوطنه. ويحسب لمحمد عبده أنه حوّل الاغنية إلى نشيد وطني يعكس الإنتماء، وأصبح السعوديون يتغنون بالأغاني الوطنية في حفلاتهم وأمسياتهم. وهو الذي قدّم مئات الأغاني الوطنية وأصبح مهرجان الجنادرية بصمة سنوية للفنان محمد عبده.
.. ويتسلم هدية من رئيس النادي
الإنتماء والإرتباط بالأرض هما ما يميزان الفنان محمد عبده على أنه فنان مختلف في طريقته، وأنهة جدير بلقب «فنان العرب» خاصة أن رصيده الفني الضخم وإستمرارية التوهج والاعتدال عززت من مصداقية هذا اللقب. وهو ليس مجرد لقب كسائر الألقاب التي تطلق على فنانين مبتدئين أو جوائز تشترى، وكأن الجمهور جاهل، مع أن هذه الجوائز أصبحت مكشوفة وأسعارها شبه معلنة، ولكن هشاشة الوسط الفني والبحث عن أي لقب لتعويض نقاط الضعف يقودهم إلى هذا الوضع.
الفنان ليس مجرد صوت وأداء بل هو أخلاق والتزام وسلوك، وهذا ما يغيب عن كثير من الفنانين الذين شوّهوا الساحة الفنية وأساؤوا إلى الوسط الفني بكامله، وحينما نجد في الساحة الفنية فنانين يمثلون قيمة الفن الحقيقي والتزامه فإن هذا يعيد لنا ثقتنا في هذا الوسط. محمد عبده واحد من هؤلاء الفنانين الذين يجعلوننا نحترم الفن كرسالة ونقدّرهم كعناصر مضيئة في سماء الفن