بين رحم الحياة المتلاطمة الأمواج تتجلى العديد من المباديء الفكرية المستنتجة من عمق الأزل والحياة الآنفة فيتمخض الحرف ليلد مبدأ في عالم آلفت حياته على إستقبال المستحدث ونحر المبدأ المترسخ فيتكون عالم متجدد المعالم فيقهيّ الملامح ليدفع البشر بقيمهم ضريبة هذا الإستحداث فتنبعث فلسفة كونية مبهمة الملامح لايتقن لفظها وإستيعاب لغتها إلا من كان قد أعلن الإنسلاخ والتبرء من هويته الأزليه
فتسير الحياة مواكبة هذا التجدد الفكري متجاوزة بذلك المنطق المستهلك في زمن لم يعد يقبل بتواجده
حيث ينتاب الجنون مشاعر الإنسان كفيض ناتج عن الشعور بالملل في بيئة لاتدرك ماهية النفس وغاية الفكر وحب التغير ونبذ الذات ومحاربة التجديد الفكري والثقافي والسير خلف معتقد الماضي الباهت !
ورغم المسار الصحيح إلا أنه سيكون في المجتمع والواقع محارب بصفته جنون !
وكم من العظماء الأوائل من قد إستلهم من أفكارهم وإستنير من إختراعاتهم وعمّ الكون من نتائج أفكارهم فكان الجنون هو أولى خطواتهم نحو إستنضاج العقل !
فحوربوا من مجتمعاتهم وتم نبذهم من أوطانهم وتقييّد أفكارهم بمصطلحات الوصاية ...
فمن خرج من قيد هذا المحيط الكئيب نبغت فلسفته ووضع أسس مبادئهـا فأصبحت حقيقة ملموسة في عالم محسوس !
ومن إستسلم للأمر تسبب في إنفصاله عن عقله وسار في واقع آخر غير واقعه يرسم فيه من خلاله خياله ويحقق آماله ويسطر في قرارهـ بنتائجه فأصبح مجنونا فاقدا عقله ورفع عنه القلم وأصبح عند الله غير محاسب على افعاله وأقواله !
فهكذا كان الجنون ...
جنون يسمو بصاحبه في أعلى سلم الفكر والفلسفة والفكر والمعرفه
وجنون أراح صاحبه من هم الدنيا وعبق متاعبه !
لتنقلب المعايير وتنعكس الأبجديات ويضيء ضوء الفلسفة ...
فلسفة الجنون !
لكـم حبائل لاتنتهي من الود