وقفات مع البحــــر..
وقفت أتامل زرقة المياة من أمامي.. وأرى تصارع الأمواج كتصارع أفكاري وأقوالي..
الحياة تمضي بي سريعا في طياتها..
ويأخذني الزحام إلى عقر داره..
واقف وارجل الخطى بالقرب من موانئ دارك...
أسائل كل من حولي عنك..فلا أجد إجابة لأسئلتي..
ولا أسمع سوى صدى صوتي.. وتضارب موج البحر لغامض..
*وقفت أتأمل البحر كم هو عذب في عطائه يشبهك أنثاي.. كم هو كريم في سخائه .ككرمك الوارف حبيبتي ..
يشع بالحنان.. ويخيم بالسكون والأمان على أصدافه وأحجاره مثلك تماما..
وفوق رماله تملئ القيعان بالألأف من الهموم والألالم التي تلقى فيها..
ويمضي أصحابها تاركين كل تلك الهموم والآلالم تسعى نحو المجهول وتملا البحر بالكمد والمعاناة..
*وقفت أتامل البحر..
هل تعلمين لم أعشق البحر من قبل إلا في عينيك الآن ..
أحببت البحر وعشقته لأنه يجمعني مع أطيافك..
أحببت البحر لأنني أرى فيه ملامح وجهك المشرق بغد متفائل..
أحببت البحر ..لأنك كنت معي دائما...كنت تلك اليد التي امتدت لي لتعطيني أملا متفائلا لأبتسم من جديد..
وأنسى تزاحم أحزاني على أبواب العيون الدامعة..
أردت أن امسك بيدك وأمضي ..وأمضي..
إلى أين ؟؟لا أعلم إلى حقا إلى أين ؟؟..
إلى أن تتعب قدماي من المسير والمسير..
وتنتهي قصة أحاديثي يارفيقة الدرب ..
عندها أغمض عيني..
لكي لا أرى ساعة الوداع ..وأغلق أنفي لكي لا أشم رائحة مرارة الفراق..
ولكن..مضيت بعيدا..وبعيدا ..
فهل ترانا نلتقي من جديد تحت ضوء القمر؟؟ ..
هل ستجمعنا درب المسير على حبات الرمال المتناثرة والمتبعثرة كتبعثر أيامي واحلامي عندما غابت عيناك عني ..
هل ستجمعنا دروب المسير لنسير على بحر لم أحب بحرا سواه..
على بحر يشعل الشوق والحنين لأنثى أبعدتها الغربة عن ناظري..
لأنثى علمتني ان أنصت بكل جوارحي لهدوء البحر العذب وأن أستمع لحديثه وهو يخبرني عنها..
لأنثى جعلتني أشعر بسرور دائم كلما رأيت زرقة البحر..
لأنثى جعلتني أبدد كل أحزان غربتي كلما شمَت رائحة العودة إلى وطني تثار وتنبعث من رحم البحر المعطاء..
كم أحب البحر لأنه يعلم بأنك لست ككل النساء في عيني..