معلومات عن انواع الصقور المشهوره
--------------------------------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وشفت موضوع عن أنواع الصقور وحبيت أطرحه هنا لعل الأخوان يستفيدون
معلومات عن انواع الصقور المشهوره في المنطقه
ـ الحُــر :
بعد سنوات طويلة من التجربة والممارسة في التدريب والصيد بالصقور فضلت الحر لأسباب أهمها.. أنه صياد صبور لديه قوة وطاقة في الطرد أكثر من الشاهين، وهو أسرع منه في المسافات الطويلة ، وأقدر منه على الفوز بالصيدة .
(وبعض أنواع الحر) يحضر بناء على طلب مدربه حتى ولو كانت الطريدة في يده، وسواء كان قد أكل منا قليلاً أو كثيراً فإنه يترك صيدته ويلبي نداء مدربه ، ويحدث هذا بنسبة صقرين في كل عشرين ، وهذا نسبة ممتازة بالنسبة للجوارح الأخرى المتعلمة، وحتى إذا كان الحر بعيداً عن صاحبه أو مختفياً عنه، يحضر إليه بمجرد سماع ندائه عليه .
ومن ميزاته المعروفة أنه إذا ظل برفقة صاحبه وقتاً طويلاً " وقرنص " فإنه يصبح مهذباً ومطيعاً للغاية .. وقد سمعت بعض الناس يقولون أنه ثقيل النفس ولكن بحكم معاشرتي الطويلة لهذا الجنس من الطيور، أقول أن ما قيل عنه غير حقيقي ، واهم ميزة في (الحر) أنه يكون جاهزاً للقنص ، وقد نظف ريشه القديم وظهر ريشه الجديد ، أما قبل موسم الصيد بأسابيع أو في أول الموسم مباشرة . وهذه ميزة عظيمة وتعطي الفرصة لأصحاب الهواية بممارسة القنص في الوقت المناسب، ومعظم معيشة الحر في الصحراء التي تتوفر فيها الأرانب والفئران والطيور البرية ..
ويتميز الحر بأنه يتحمل الجوع والجلد وقوة التحمل في شدة المعاملة ، وتناول الغليظ من الغذاء، وهو طائر قنوع ومزاجه أهدى وأبرد من سائر الجوارح. وهو أحسن ألفة وأشد إقداماً على مهاجمة الطير، وهو من أثبت الجوارح جناناً وأقواها طيراناً، وأحرصها على إيقاع الطرائد والظفر بها، وهو قصير الذنب عظيم المنكبين، كبير الرأس ، أغبر اللون ، كما أنه أصفر الرجلين والمنقار ...
والصفات التي تعطي صقراً جيداً هي أن يكون أحمر اللون ، عريض الهامة طويل العنق، رحب الصدر ، ممتلئ الزور، عريض الوسط، ممتلئ الفخذين ، قصير الساقين، طويل الجناحين، معتدل الذنب سبط الكف، غليظ الأصابع ، أسود اللسان واسع المنخار صغيرها ، جناحاه كالمقص على ظهره ، فإذا جمع هذه الصفات كان شديد المراس والوثوق ، وكانت سرعته عظيمة .
ومن ألوانه الأشهب الكثير البياض ، ومنه الأبيض الخالص والأحمر والأصفر الضارب إلى الحمرة، ومنه الضارب لونه إلى الحمرة ، ومنه الضارب لونه إلى الخضرة، والأسود وهو لا يأوى إلى الأشجار أو رؤوس الجبال، إنما يسكن المغاور والكهوف وصدوع الجبال .
وأول من صاد بالحر وضراه الحارث بن معاوية بن ثور بن كنده كما ذكرنا في الفصل الثاني من هذه " الدراسة " ثم انتشر بين العرب وقد أخذت الفرس عن العرب الصيد بالصقور فقد جاء في " كتاب القانون في علم البيزرة " إن كسرى بهرام بن سابور ..
لما بلغه تضرية العرب للصقور على الصيد أرسل إلى نصر بن خزيمة صاحب الجزيرة يلتمس منه صقوراً فأرسل له منها ما كان قد دربه وعلمه الصيد فلما رآه كسرى يقتنص الظبي والأرنب اشتد إعجاباً به، وأتخذ الصقور وأظهر للروم فضلها على الشواهين ، ومن هنا قال الجاحظ أن الباز عندهم أعجمي والصقر عربي .
وهو قليل لطلب الماء في الشتاء، ولكن يزداد إقباله له في الصيف .
ـ قَـرنصـُة الحُـر :
والحر " يقرنص " مثل البزاة والشواهين ، فإذا أخذ الصقر يلقى ريش جناحيه، حتى لا يبقى فيه سوى العدد القليل، كفه صاحبه عن الصيد وأبقاه في المنزل للقرنصة .
وهو لا يحتاج في أثناء القرنصة إلى شيء غير التقوية، وذلك بإعطائه الطعام الطري وخاصة الطيور والفئران البرية أو لحم الأرانب أما لحوم البقر والإبل والغنم فلا تجوز بصفة دائمة ولا يجوز أن يتناول هذه اللحوم أكثر من أسبوع واحد .. وأن يقدم له الماء كما عوده صقاره على تناوله .
وعلى صاحبه أن يداوم على نظافة المكان المعد لقرنصة الصقر، وأن يمنع عنه الحشرات الصغيرة مثل البق والبراغيث ، وأن يجعل الهواء يتخلل هذا المكان بصفة دائمة .
فإذا نال الطير حظه من الراحة سل ريشه وتركه ، ( لينبت) بعد أربعين يوماً .. وفي ساحة القنص يجب تغطية رأس الطير " بالبرقع" لتغمض عيناه، حتى لا يثب عن يد صقاره لغير حاجة ، وحتى لا ينطلق على الطريدة قبل الأوان فتخور قواه وتضعف عزيمته.
والحر يصيد الحبارى والأرنب والكروان ، ولا يصيد الغزال مطلقاً . والحر له فصائل من نفس جنسه تابعة له تختلف من حيث حجم الجسم وطول الأجنحة ولون الريش والعينين. وهي حسب أسمائها الدارجة المعروفة في المنطقة ، وحسب تسلسل فصائلها.
"الجرموشة " " وكرى الحرار " وقد تحدثنا عن الحر أما النوعان الآخران فالحديث عنهما على الصفحات التالية :
01 وَكـْرِى الحَرار :
يقل حجمه قليلاً عن الحر، والبعض منها يساويه في الحجم، وهو يتساوى مع الحر في طريقة تدريبه وتعليمه. وبعض أنوع الوكرى تكون شديدة الشراسة، وفي حالات قليلة تتفوق على الحر . وألوانه الأحمر المائل إلى الصفرة . والميزة البارزة فيه والتي ينفرد بها عن بقية الجوارح هي سواد عينيه واحمرار شعر قمة رأسه، وفي الغالب يكون لون منخاره أصفر وكف قدمه صفراء..
وأهل المنطقة يعرفون الوكرى ويميزونه على الحر من النظرة الأولى له، وأثناء تحليقه في الجو، إذا أن جناحيه تكونان انسيابية ومنحنية إلى أسفل قليلاً.
وهو يصيد كل ما يصيده الحر ، ويتبع معه نفس الأسلوب في القرنصة ونوعية العلف الذي يتغذى عليه .
02 القرمُوشَة :
تكون أصغر في الحجم من الحر والوكرى ، وألوانها الأسود والأحمر والأشقر والأبيض، وكف قدمها والأصابع صغيرة ، والفم صغير والمنخار ضيق. وتمتاز بالصبر والجلد مثل الحر تماماً.
وتصيد كل ما تصيده الحر والوكرى وتقرنص مثلهما .
ـ الشَّاهِــين :
الشاهين من جنس الصقر، وهو من الطيور البحرية التي تعيش على الشواطئ ويتغذى على طيور الماء، وهناك نوع آخر من طيور الماء تسمى (الدمى) وهي من جنس العقاب وسيأتي الكلام عنها في الفصل الخاص بهذا الصنف.
والشاهين له توابع من نفس الفصيلة تسمى بلغة أهل المنطقة: " وكرى الشواهين " ثم يليه " تبع الشواهين " وسيأتي الحديث عنهما لاحقا .
والشاهين كلمة فارسية معناها (الميزان) لأنه لا يتحمل الجوع الشديد أو الشبع. وهو سريع الغضب والنفور وخاصة المسن منها، وهو وإن كان قابلاً للتأديب والتعلم إلا أنه يحتاج إلى المعاملة الرقيقة والرفق، ويقال عنه " أنه أرق من الزجاج مكسراً " وهو من الحر تحملاً للشقاء والتعب وأصغر منه حجماً.
والشاهين من أسرع الجوارح كلها على الطرد في المسافات القصيرة ومن أحسنها تقلباً في الجو وأجودها إقبالاً وإدباراً وراء الصيدة وأشدها ضراوة على الطرد ، ولكن الحر يمتاز عنه بالجودة في الطرد على المسافات الطويلة ويمتاز عن الشاهين بطول النفس .
وعن تجربتنا بالصيد بالشاهين، أنه إذا صاد شيئاً لم يتركه بناء على أمر مدربه سواء بالنداء أو باستعمال التلواح .
ومن عيوبه أنه يتأخر في إلقاء ريشه القديم ولا يكون جاهزاً تماماً إلا قبل نهاية موسم القنص بشهر أو أقل من الشهر ...
وبذلك يفوت على صاحبه فرصة التمتع بالهواية في وقتها المناسب، وأحياناً إذا طالت مدة معيشته مع صاحبه ففي غالب الأمر يتجاهل ما تعلمه من دقة التدريب ويكون غير مهذب الخلق. وأهل الفرس يعرفون " الشاهين " أكثر من أهل البلدان العربية لأنه يوجد بكثرة في بلادهم ، وهم يفهمون أكثر من غيرهم في أسلوب تضريته وآداب معاملته وحسن القنص به ، وقد مارسوا الصيد به منذ القدم .
وألوان الشاهين : الأسود الخالص والأسود الرأس والظهر وبطنه ممتزجة بالأبيض ومنه الأرجواني المنقط بالأبيض وأطراف الريش ذهبية اللون. ومنه الأحمر ومنه ما يكون أبيض الرأس .
والمفضل منها من كان عظيم الهامة، واسع العينين، حادها طويل العنق، ممتلئ الزور، عريض الوسط ممتلئ الفخذين، قصير الساقين ، طويل الجناحين قصير الذنب، سبط الكف، ضيقها، ريشه قليل ولين ، تام الخوافي رقيق الذنب.
والشاهين يصيد ما يصيده الحر . ويتبع معه نفس الأسلوب في التدريب إلا انه يحتاج وقتاً أطول من الحر. لحدة مزاجه وعدم استجابته .
وتكاد تجمل كتب البيزرة وغيرها على أن أول من عرف الشواهين ودربها هو قسطنطين ملك الروم . وذلك أنه رأى شاهيناً محلقاً على طير ماء يصطاده ، فأعجبه ما رأى من فراهته وسرعة طيرانه وحسن صيده، وذلك بأنه وجده يحلق في طيرانه حتى يلحق عنان الجو، ثم يعود في طرفه عين فيضرب طير الماء فيأخذه قناصاً.. فقال ينبغي أن يصطاد هذا الطائر ويعلم ، فإن كان قابلاً للتعليم ظهرت منه الأعاجيب في الصيد .. وأمر بصيده وتعليمه ، فصيد وعلم وحمله على يده ثم ريضت له الشواهين بعد ذلك .
01 وَكـْرِى الشَوَاهيِـن :
يكون في حجم الشاهين ، وأحياناً أقل منه حجماً، ويكون أحمر الرأس وتميل أحياناً عيناه إلى اللون الأصفر ، وألوانه هي ألوان الشاهين .
وهو يتميز بقرب شكله من الشاهين ، ولكن يختلف عنه في طلاقة أصابعه وامتدادهم وقدماه وخياشيمه صفراء اللون ، وهو قابل للتعليم ومزاجه أبرد من مزاج الشاهين ، ويتبع في تعليمه نفس أسلوب تدريب الشاهين ، وهو يصيد الحبارى والكروان والأرنب .
02 تَـبْع الِشـوَاهين :
وهي السلالة الثالثة من الشاهين، وهو يشبه في شكله الشاهين. وهو أقل منه ومن الوكرى حجماً ووزناً، وهو صغير الفم ، وأرجله نحيلة صفراء وحجم رأسه صغير ، ومزاجه أبرد من الشاهين وهو أرقط اللون والصدر، والبطن منقطة بالبياض ... وهو يكثر على ساحل البحر ويتغذى على طيور البحر والبر، وتدريبه أسهل من تدريب الشاهين.
ـ البَـاشِــقْ :
يمتاز الباشق عن البازي بأنه أصغر منه حجماً وأقل وزناً، وهو ألطف من البازي وأقرب إلى الألفة ، وهو أخف الجوارح طيراناً وأسرعها نهوضاً وأصغرها جسماً، ولكنه طائر قلق يأنس أحياناً ويستوحش حيناً آخر.
وهو يشارك البازي في حدة المزاج وقوة النفس ، والباشق طائر حسن الصورة خفيف المحمل حلو الشمائل، وهو من درجة البازي حيث يصيد أفخر ما يصيده البازي من الدراج والحمام .
ويحمد من الباشق أن يكون صغيراً في حجمه ، ثقيلاً في وزنه ويكون طويل الساقين قصير الفخذين، وهو ذو ألوان متعددة، فمنه الأحمر والأخضر والأصفر والأسبهرج الذي يشبه لون البزاة..
فما كان أحمر الجسم أسود الظهر فهو صبور على الكد، أما الأحمر الظهر والبطن فهو رخو قليل الجلد، وأجود أنواع الباشق ما أخذ فرخاً قبل أن يلقي شيئاً من ريشه . ويضري الباشق على الصيد كما يضري البازي ويقرنص.
ـ البــَـاز :
والباز أقرب ما يكون إلى العقبان الصغيرة ، وهو غير مرغوب في أبوظبي لأنه لا يحسن قنص الحباري والكروان ، غير أنه ماهر في صيد الأرانب، وفي الغرب يحبون هذا النوع من الجوارح ويصيدون به الدجاج البري والفزن وهي طيور برية تشبه الدجاج في الحجم، لأن طرق التدريب والصيد عندهم تختلف كثيراً عن طريقتنا نحن العرب، وأيضاً اختلاف الأرض وطبيعتها والمناخ جعل هناك فرقاً واضحاً في ذلك، فنحن لدينا الأراضي المكشوفة والوديان الفسيحة والسهول، أما أرضهم فإنها تتميز بكثرة الغابات والأشجار الكثيفة .
و هم لا يستطيعون القنص إلا بمساعدة الكلاب المدربة على شم هذه الأنواع من الطرائد، يطلقون أولاً الكلب للبحث عن الصيدة، ويراها في وسط مجموعة من الأشجار ويقف الكلب المدرب بعيداً عن صيده بحوالي 15 خطوة، فيعرف الصيادون إنه وجد شيئاً في هذه الحالة يتركون صقرهم يرتفع في الهواء حوالي 200 أو 300 متر، ويجري الصياد إلى مكان وقوف الكلب، وهنا يجري الكلب ناحية الطريدة فيراها الصقر من ارتفاعه، فينزل عليها ، يمكن للصقر أن يصيد طريدته من أول ضربة أو ثاني ضربة كما يمكن أن يخطئها وتهرب منه وتبحث عن ملجأ لها وسط الأغصان الكثيفة، وتفوت الفرصة على الصقر ويعود إلى صاحبه الذي يبادر ويعطيه قليلاً من الطعام على سبيل الترضية .
إذن الاعتماد هنا أساساً على الكلب فهو الذي يشم رائحة الطريدة ويحدد مكانها، وهو الذي يقود الصقر كما يقود مدربه، وفي اغلب الأحوال تكون النتيجة لا شيء.
أما نحن هنا فالمدرب يعتمد على نفسه وحنكته وتجربته وجودة تدريبه وتعليمه للصقر في اصطياد الطريدة ومعرفة أماكن تواجدها . وحينما تخرج لصيد الحباري أو الكروان أو الأرانب، يبحث الصياد بنفسه عنها ، ويستدل على أماكنها بآثارها.
ووصف الحكماء والملوك البزاة وزادو في الوصف واطنبوا في المدح، فقال خاقان ملك الترك : البازي شجاع مريد ، وقال كسرى انو شروان : البازي رقيق يحس الإشارة ولا يفوت الفرص إذا أمكنت، وقال قيصر : البازي ملك كريم إن احتاج أخذ وإن استغنى ترك، ووصفه ابن خفاجة فقال: هو طائر يستدل بظاهر صفاته على كرم ذاته، طوراً ينظر بنظرة الخيلاء في عطفه، وتارة يرمي نحو السماء بطرفه، وهو جيد الصيد والأثر، حديد السمع والبصر، وقد جمع بين عزة مليك وطاعة مملوك.
وهو جارح ذكي الفؤاد مرهف الحس شديد الألفة يأبى الإهانة وهو إلى ذلك قوي البأس، سريع الافتراس تخافه جميع الطيور التي تماثله في الحجم .. والصفات الجيدة فيه.. أن يكون صغير الرأس ، غليظ العنق طويلها، واسع العينين ودائري الأذنين والحوصلاء، مقيد الخوافي والذنب ، مكتنز الفخذين ضامر الساقين، سبط الكفين، رزين المحمل كثير الأكل ، متتابع النهش، سريع الاستمراء ، شديد الانتقاض، أهرت الشدقين ، ضخم السلاح .
وصاحب الصيد والطرد عند العرب يرى أن أحسن أنواع البزاة ما قل ريشه وأحمرت عيناه مع حدة فيهما، ودونه الأزرق العينين الأحمر اللون .. والأصفر دونهما، ثم إن ما صلب لحمه وطال ذنبه وقصر جناحه، وصغر رأسه ، وأصفرت عينيه .
وأفخر أنواع البازي الأبيض الأشهب..
وللباز خصائص ينفرد بها عن غيره من الجوارح .. من ذلك سرعة كسره وانقضاضه حتى قيل أنه أسرع من السهم وقد ضرب المثل به بسرعة خطفه .
والباز إذا أدبته وأحسنت تأديبه عرف مهمته ولم يتجاوز حدوده، وهو من الجوارح الوفية لأهلها ، وقد رويت عنه في ذلك أخبار كثيرة.
ومن شأن البازي أن يأوي إلى الأماكن التي يكثر فيها الشجر الباسق والظل الظليل والماء الوفير ، وهو لا يتخذ وكراً إلا في شجرة كثيرة الشوك، وإذا أوشك أن يفرخ بنى لنفسه بيتاً وسقفه تسقيفاً جيداً يقيه من المطر ويدفع عنه وهج الحر .
وقد رسم علماء البيزرة لسياسة البازي حدوداً تعارفوا عليها بها وسنوا لحسن القيام عليه آداباً ، والتزموا بها، ذلك لما يتمتع به هذا الجارح من مزاج لطيف ، ولما له من منزله في نفوس هواة الصيد ومكانة عند العالمين به ..
فأشترطوا في حامل البازي أن يكون نظيف الثوب ، طيب الرائحة، كريم الشمائل عالماً بشئون البازي وأحواله. وحذروا من أن يحمله الأبخر لأن الرائحة الكريهة تكسر شهوته للصيد وتجعله ينفر من حامله.
وإذا حمله طيب الرائحة ارتاح إليه وأنس به واشتد ألفة له حتى ليلتصق جسده بجسده ويجلس مطمئناً فوق يده، وهو جارح مرهف الحس يؤذيه كل ما يؤذي أصحاب الأمزجة اللطيفة، لذا حذروا حاملة من أن يأكل ثوماً أو بصلاً أو أي طعام آخر تتغير له رائحة الفم، وهو طائر كريم النفس ، حمىّ الأنف يأبى الإهانة لذلك حذروا مؤدبه من أن يصيح في وجهه أو ينهره فإن ذلك يقضي على ما بينهما من حسن الصلة ويقضي إلى زوال الألفة .
ـ العُقــَابْ :
العقاب من أعظم الجوارح صيداً، وأكبره بعد النسر جسماً، قوي المخالب، يكسو ساقيها الريش، واسعة الأشداق ، وتجمع عند البادية "عقبان" ..
والعرب تسمى العقاب " الكاسر " إشارة إلى قوتها وقدرتها على الإنقاص ، وهو جارح مهيب الطلعة، يبني عشه في قمم الجبال الوعرة ..
والعقبان ذوات ألوان مختلفة متعددة، فهي تكون سوداء جوجية وبقعاء سفعاء ضارباً لونا إلى السواد، ومنه الأبيض المختلط بالسواد وحمراء وشقراء، ومن العقبان ما تكون ذات نقط بيضاء في رأسها ، ومنها ما تكون قوادمها بيضاء ومنها ما يكون فيها خطوط بيضاء وصفراء .
والمختار من العقبان ما ربى صغيراً ، أما الوحشي فهو عسير الألفة والجيد منها ما توافرت له وثاقه الخلق وثبوت الأركان وحمرة اللون .
وعقبان المغرب أصلب من عقبان المشرق وجهاً وأقوى منها صيداً ، والعقاب من أشد الجوارح حرارة، وأسرعها في الانقضاض، وهو جارح عزيز المنال، حديد البصر، قوي السمع، شديد الحزم، وهو طائر خفيف الجناح سريع الحركة، إن شاء ارتفع عالياً وإن شاء كان بالقرب منها.
ومن خصائص العقاب أنها لا تمارس الصيد لنفسها إلا في القليل النادر ، ولكنها تسلب كل جارح صيود صيده، فهي لا تزال تجثم على مرقب عال فإذا رأت واحداً من جوارح الطير صاد شيئاً انقضت عليه، فإذا أبصرها ذعر منها وولى هارباً وخلى لها الصيد، أما إذا جاعت فلا تمتنع عنها شيء من ذوات الريش حتى البزاة فإنها تصيدها، وهي أيضاً تأكل الحيات إلا رؤوسها .
وفي الخليج لا يصيد الناس بأي نوع من هذه العقبان
منقول