رحلتنا الهنية إلى عالم الفراشات البهية في جزيرة مايناو د . عدنان جواد الطعمة أخبرتني زوجتي قبل فترة بأن لديها سمينار و دورة مركزة لمدة ثلاثة أيام إعتبارا من 12 إلى 14 حزيران في الطب البديل لعلاج مراكز الطاقة Psychosomatische Energetik في جسم الإنسان بمدينة كونستانتس Konstanz المطلة على بحيرة بودن Bodensee . قمنا بحجز الغرفة من يوم 10 إلى 15 حزيران 2009 في أحد الفنادق العائلية إسمه Sonnenhof القريب من المحطة الرئيسية و فندق الجزيرة الذي تقام فيه الدورة الطبية التعليمية لأكثر من 200 طبيب وطبيبة . جمعنا قبل سفرنا بعض المصادر والكتب والخرائط عن المدن المطلة على بحيرة بودن الألمانية والجزر في هذه البحيرة . وفي فجر اليوم العاشر من حزيران توكلنا على الله وبدأنا بالسفر بسيارتنا الصغيرة في الساعة الخامسة وخمس و عشرين دقيقة باتجاه مدينة كونستانتس ، حيث مررنا بمدينة فرانكفورت و شتوجارت و بازل وكارلس روهه ومانهايم و عدة مدن أخرى . و بعد قطع مسافة 183 كيلومترا عملنا إستراحة في الساعة السابعة لتناول فطورنا . ثم واصلنا السفر في الساعة السابعة و أربعين دقيقة باتجاه مدينة شتوجارت . ثم توقفنا مرة ثانية بعد قطع مسافة 285 كم في محطة لتزويد الوقود في مدينة إنجل بيرغ Engelberg في الساعة الثامنة و خمس وثلاثين دقيقة . و بعد ذلك غادرنا محطة الوقود في الساعة التاسعة تماما باتجاه مدينة كونستانتس حيث مررنا بثلاثة أنفاق و وصلنا مدينة كونستانتس في الساعة الثانية عشرتماما بعد أن قطعنا مسافة 476 كيلومترا . وبعد استراحة قليلة تناولنا طعام الغداء و غادرنا الفندق إلى ميناء المدينة الذي يبعد عن فندقنا بمسافة 10 إلى 15 دقيقة . ذهبنا إلى مكتب السفريات لحجز تذكرة السفر إلى جزيرة مايناو Insel Mainau المشهورة بالزهور والنباتات والأشجار والفراشات . أبحرت باخرتنا Austria من ميناء كونستانتس في حدود الساعة الواحدة والربع باتجاه مدينة مايناو وتوقفت في ميناء مدينة ميرسبورغ Meersburg قليلا . وبالجدير بالذكر أن طيور النورس كانت ترافقنا ، كما حلق منطاد بحيرة بودن فوق المدن المطلة على البحيرة . تحركت باخرتنا في الساعة الواحدة و خمسين دقيقة باتجاه جزيرة مايناو ، حيث وصلناها في الساعة الثانية و خمس و عشرين دقيقة . نزلنا من الباخرة إلى رصيف الجزيرة وسرنا نحو بوابة ومدخل حديقة الجزيرة مايناو . شاهدنا على جهة اليمين محلات بيع للهدايا ومطاعم و مقاهي مزينة بأروع الزهور . ثم صعدنا إلى جنائن الحديقة الغناء المزدانة بمئات الأنواع من الزهور و الأوراد الفواحة التي ضوعت هواء الجزيرة بعبيرها . كما شاهدنا عدة أشجار و نباتات قديمة ونادرة . وفي مقالات قادمة سأتحدث عن الجزيرة بالتفاصيل بإذن الله وفي أثناء صعودنا لهذه الطبقات تذكرت الجنائن المعلقة في مدينة بابل . ثم واصلنا السير إلى أن وصلنا بيت الفراشات ، لأن هذه الجزيرة مشهورة بالفراشات الزاهية المختلفة . . وقد خصصنا هذه الرحلة فقط لبيت الفراشات الذي بقينا فيه عدة ساعات نتمتع بالفراشات التي تطير حولنا و فوقنا وتهبط على الزهور و أوراق النباتات وتقف على أكتاف وأيادي الزوار وعلى جدران البيت الزجاجي الكبير وأيضا على القنطرتين ومناطق أخرى . تدفق عدد غفير من السائحين والزائرين من مختلف القوميات إلى داخل البيت الزجاجي الكبير للفراشات لمشاهدة و تصوير الفرشات الزاهية و الزهور النادرة المنتشرة . نظم البيت الزجاجي تنظيما حسنا فيه قنطرتان وبركتان أو حوضان للماء تطفو عليهما السلاحف و يوجد فيه أكثر من 45 نوعا من الفراشات المختلفة الأحجام والتي تتكاثر في هذا البيت الزجاجي الجميل . كما ينحدر شلال ماء إلى الحوض الذي تحيطه أشجار الزهور . كما شاهدت خزانة زجاجية فيها أنواع نادرة من الزهور والأوراد . و بينما كنت أسير في الطريق كانت الفراشات تحوم حولنا و فوقنا و وتحط على الزهور لتمتص رحيقها أو على الصحون الموضوعة على حامل خاص وفيها شرائح من الموز و البرتقال . لاحظت في الحوض الثاني المحاط أيضا بأشجار الزهور والنباتات وكنت وافقا على القنطرة أن قطرة من الماء تسقط على الحوض و تعمل دوائر وحلقات مائية جذابة . إلتقطت لها عدة لقطات لكن الصور بسبب ظل اأشجار الزهور أصبحت غير ملونة أي سوداء اللون . أما خرير الماء فكنا نسمعه في كل ناحية من نواحي البيت الزجاجي . تجمعت عدة سلاحف على طبقة طافية من الخشب و قصب البردي بأحجام مختلفة . خرجنا من البيت الزجاجي للفراشات و ذهبنا إلى محل بيع الكتب والهدايا الخاصة بالفراشات ثم جلسنا في المقهى و شربنا القهوة . و بعد ذلك عدنا إلى المدخل الرئيسي ثم إلى رصيف الباخرة ميونيخ München التي تحركت من ميناء جزيرة مايناو في الساعة السابعة إلا خمس دقائق و توقفت في ميناء مدينة ميرسبورغ في الساعة السابعة و عشرة دقيقة . وأبحرت في الساعة السابعة والربع و وصلنا ميناء مدينة كوستانتس في الساعة السابعة والنصف مساءا . ألمانيا في 18 حزيران 2009