رحلتي الجميلة إلى عالم الفراشات في حديقة النباتات في مدينة كيل د . عدنان جواد الطعمة خططنا لهذه الرحلة العلمية والسياحية منذ شهر تموز الماضي و استأجرنا غرفة في فندق كونيج شتاين Koenigstein في أحد الأحياء كرونس هاجن Kronzhagen القريب من مدينة كيل Kiel . كما قمت بإجراء إتصالات خطية و هاتفية مع المسؤولين في المكتبات و المتاحف و الجامعة لإقتفاء آثار الرحالة الألماني الشهير كارستن نيبور، الذي زار منطقة الشرق الأوسط مع زملائه الخمسة في بعثة علمية واستطلاعية ثقافية و اقتصادية بأمر من الملك الدانماركي فريدريش الخامس في الفترة الواقعة ما بين عام 1761 و عام 1967 . وقد زارت هذا البعثة تركيا و مصر و السعودية (جدة ) و المدن اليمنية . وفي اليمن الشقيق توفي شخصان من هذه البعثة لإصابتهما بمرض الملاريا . و بعد ذلك توجهت البعثة على ظهر سفينة متجهة إلى بومباي . و في أثناء إبحارها توفي شخصان آخران . بقى الرحالة كارستن نيبور الوحيد على قيد الحياة . تم علاجه في بومباي حيث استعاد عافيته ثم قرر السفر إلى مسقط . ومن مسقط توجه كارستن نيبور إلى بلاد فارس ، ومنها إلى العراق عن طريق البصرة و بغداد . وفي العراق زار مدنا كثيرة كالحلة والنجف الأشرف و كربلاء و الموصل ومدن عراقية أخرى . ثم توجه إلى سوريا و فلسطين و لبنان و قبرص وتركيا و عاد حيا إلى العاصمة الدانماركية كوبنهاغن حاملا معه كنوزا خطية و مكاسبا جديرة بالإحترام . سأنشر، بعون الله ، تفاصيل هذه الرحلة العربية السعيدة مع المكاسب التي حققتها هذه البعثة من الوثائق و القطع العينية و المخطوطات و النباتات و المرجان و القواقع و المحار و الأسماك التي حنطها و جففها العالم البيولوجي السويدي فورسكول ، حيث قمت بفحصها و تصويرها في رحلاتي إلى كوبنهاغن ومدن بحر الشمال ، حيث أثرتني بالإنجازات والمراجع و القطع العينية و غير ذلك من المكتسبات التي حصلت عليها و المتعلقة بالشرق الأوسط . غادرنا مدينتنا ماربورغ الجامعية الخضراء فجر يوم الأحد المصادف في 9 آب 2009 في الساعة الرابعة و خمسين دقيقة باتجاه مدينة كيل Kiel . و كنا حاملين معنا فطورنا المتكون من شاي و خبز و جبن و بيض و طماطة و خيار و فواكه وماء . كانت زوجتي العزيزة تقود سيارتها بنفسها . و بعد مضي عدة ساعات توقفنا في الطريق في الساعة الثامنة و النصف للإستراحة و أخذ الوقود و تناول الفطور . و عندما نصبنا مائدة الفطور في المنتزه أو الموقف الخاص بدأنا نقشر البيض المسلوق . قلت لزوجتي أن هذه البيضة لها صفاران ، لأن حجمها كان كبيرا . فتحتها وإذا هي تحمل صفارين فضحكنا . طلبت زوجتي أن نلتقط صورة لهده البيضة مع الصفارين . وقد تم ذلك بالفعل . و بعد تناولنا الفطور طلبت من زوجتي أن ترتاح قليلا . و في تمام الساعة التاسعة و النصف قمت بقيادة السيارة و تركت زوجتي تزتاح لأننا لم ننم الليلة الماضية . و قبيل وصولنا إلى مدينة كيل بنصف ساعة طلبت زوجتي مني الوقوف في أحد الباركات أو المنتزهات لتناول الفاكهة و الإستراحة أيضا . ثم قامت بقيادة السيارة ، فوصلنا فندقنا في الساعة الحادية عشرة و الربع بعد أن قطعنا مسافة 500 كيلومترا . حملنا حقائبنا و أمتعتنا إلى غرفتنا و استرحنا ثم قررنا الذهاب بسيارتنا إلى حديقة النباتات في مدينة كيل لأنها كانت مفتوحة . حملت معي إحدى كامراتي كانون الصغيرة و تجولنا في هذه الحديقة الغناء والتقطنا الصور للزهور والنباتات و الأشجار . و في أثناء ذلك ذهبنا إلى بيت الفراشات الجميلة . إلتقطت عشرات الصور بهذه الكامرة ، إلا أني قررت الذهاب إلى الفندق لجلب الكامرة كانون الكبيرة EOS 50 D . و عندما عدنا إلى حديقة النباتات أوقنا سيارتنا في الموقف الخاص بالقرب من الحديقة . و في أثناء سيرنا هطلت أمطار غزيرة جدا فهرولنا بسرعة و فتحت زوجتي مظلتها من أجل الحفاظ على الكامرة . و صلنا بيت الفراشات من جديد ، حيث كان مزدحما بالزائرين . كانت العوائل الألمانية و الأجنبية تتحرك مع أطفالها لإلتقاط الصور للفراشات الساحرة . وكنت أسمع صراخ الصبيان و الفتيات عندما كانت الفراشات تحط فوق رؤوسهم أو أياديهم أو على ملابسهم و سيقانهم و أحيانا على أحذيتهم . يحتوي هذا البيت على أكثر من 65 نوعا من الفراشات . شاهدت عدة فراشات تضع بيضها على غصن نبتة . وقد لفت أحد المشرفين إنتباهنا إلى ذلك . كما شاهدت عددا غفيرا من اليساريع ربما تشبه شرانق الحرير . قضينا ما يقارب ثلاث ساعات في بيت الفراشات الساحرة الجميلة . ثم غادرنا حديقة النباتات و توجهنا إلى الفندق . إن بيت الفراشات في حديقة النباتات في مدينة كيل أكبر بكثير من بيتي الفراشات في مدينتي مايناو و ماربورغ اللذين قمت بزيارتهما . ألمانيا في 21 آب 2009