سباق الفروسية و مباريات القفز فوق البحر الضحل أثناء جزر البحر بمدينة بيسوم د . عدنان جواد الطعمة سافرنا بتاريخ 15 آب 2009 إلى مدينة ملدورف لإلتقاط بعض الصور الفنية . و من مدينة ملدورف توجهنا إلى مدينة بيسوم Bösum لمشاهدة مباريات ركوب الخيل و القفز الفريدة في العالم فوق البحر أثناء فترة الجزر. وكان ساحل البحر مكتضا بمئات السائحين و المشاهدين و السائرين و الجالسين على السد . نظمت مراسيم المباريات تنظيما حسنا من كافة الوجوه ، حيث انتشرت أماكن و عوارض القفز بارتفاعات مختلفة و بمسافات تمكن للفارس القفز عليها و الإستدارة إلى الحاجز أو العارضة الأخرى . كما وفرت للمشاهدين والسائحين حوانيت للأكل والشرب بالإضافة إلى سيارة إسعاف عند الضرورة . و إضافة إلى ذلك شكلت لجنة تحكيم بشأن إعلان النقاط التي أحرز عليها كل فارس لكل قفزة و السرعة الزمنية . كيف بدأت فكرة إنشاء هذه السباقات أو المباريات عند جزر البحر ؟ ذكرت نشرة بيسوم للمعلومات عن العطلة الصيفية في عددها رقم 649 ليومي السبت و الأحد الصادرة في 15 و 16 آب أغسطس 2009 أن الأمور تتغير سنويا في مدينة بيسوم ، حيث يتحول جزر البحر إلى مكان لركوب الخيل . يهئ الفرسان والخيالة أنفسهم للتدريب على ركوب الخيل و القفز إلى أن يأتي موعد المباريات . و تشير هذه النشرة إلى أنه إتفق و قرر شباب مدينة بيسوم عام 1926 تنظيم مباريات للكلاب و الخيول في البحر الضحل أثناء مدة الجزر . و بمرور العقود الماضية أصبحت هذه المباريات و تدريب الخيول على القفز سنويا جزءا من تقاليد و عادات مدينة بيسوم . و في مباريات هذا العام يفتتح الساحل الرئيسي في الساعة التاسعة و النصف . و في الساعة الثانية عشر ظهرا تبدأ مباريات القفز . وصلنا إلى مدينة بيسوم قبيل الساعة الثانية عشرة و أوقفنا سيارتنا في إحد مواقف السيارات بعيدا عن مدخل المدينة . حملت معي كامراتي و توجهنا بالسير إلى ساحل البحر و دفعنا أجورا للدخول . صعدنا إلى السدة و شاهدنا مئات المشاهدين و المشاهدات يجلسون على السدة و العشب و الصخور و على مقاعد خاصة للسائحين تشبة السلال . فرشنا حصيرا من البلاستك على الحشيش أو العشب بجانب المشاهدين الألمان لمشاهدة المباريات . بدأت بالتقاط بعض الصور . ثم انحدرت و توجهت إلى الساحل القريب من المباريات و جلست على صخرة لمواصلة إلتقاط الصور . وكان أهالي و أبناء و بنات المتسابقين يهتفون و يشجعون المتسابقين . كان الجو مشمسا و حارا نوعا ماء . و بعد نصف ساعة تقريبا عدت إلى زوجتي ، و قررنا السير حفاة في البحر الضحل . لم نكن نتوقع بأننا سنسير بعد المباريات لمدة طويلة للتمتع بعذوبة الهواء الطلق و سحر البحر والطبيعة . قلت لزوجتي سأخلع حذائي ، ( أجلكم الله ) ، و أربطهما بحزامي . لم يكن معي الخرج لكي أضعهما داخله . طويت ولفيت بنطلوني إلى فوق الركبتين ثم ربط الحذائين بقيطانهما بالحزام جيدا ، أحدهما على اليمين و ثانيهما على اليسار لكي أحافظ على التوازن . سرنا مع حشود السائحين الألمان و تفرقنا عنهم للبحث عن المحار و القواقع و الأصداف و الحلزون و عن حجر الكهرب ، و اتجهنا باتجاه البحر . بدأت بتصوير بعض الأصداف و الحلزونات و طيور النورس و نباتات بحرية و السرطان ورئة البحر و رسومات الرمل و القوارب الشراعية و أمواج البحر . و في أثناء سيري و التقاط الصور ناداني أحد الشباب الألمان ، إلتفت إليه و كان حاملا بيده حذائي الذي سقط من حزامي . شكرته كثيرا و ضحكنا . كان قيطان الحذاء مبللا ، لذا فإن العقدة قد انحلت وانفكت وسقط الحذاء على الماء والرمل فلم أحس بسقوطه . قمت بربط حذائي هذه المرة ربطا محكما قويا بأكثر من عقدة حتى لا أفقده ثانية . و بعد قضاء ساعتين و نصف تقريبا بدأنا بالعودة إلى الساحل لأننا خشينا أن يعود المد بسرعة و يجرفنا معه . و بعد أن وصلنا السد الصخري غسلنا أرجلنا بحنفيات معدة لهذا الغرض وارتدينا أحذيتنا . ثم مشينا إلى إحد المطاعم الجميلة على السد و جلسنا تحت مظلة شمسية كبيرة و طلبنا الشاي و الكاكاو مع الكيك . أرتحنا كثيرا في المطعم ، و قررنا الذهاب إلى سيارتنا لجلب ملابس السباحة و المنشفات . ثم عدنا ثانية إلى الساحل و سرنا على جهة اليسار مسافة كيلومترين و بدأنا بالسباحة قليلا . إتصلت هاتفيا بصديقي و زوجته و أخبرتهما بأننا سنبقى هنا حتى غروب الشمس . جلسنا على ساحل البحر حتى الساعة 55 .8 ، حيث غابت الشمس .و في أثناء ذلك إلتقطت بعض اللقطات الجميلة لغروب الشمس . عدنا إلى سيارتنا في حدود الساعة التاسعة والنصف ثم توجهنا إلى مدينتنا هايده بعد قضاء يوم رومانسي جميل ، لله الحمد . ألمانيا في 9 سبتمبر 2009