زيارة متحف السفن و الملاحة البحرية في مدينة كيل د . عدنان جواد الطعمة بعد أن أنهينا مقابلتنا مع مدير مكتبة مدينة كيل و شربنا عنده القهوة في الساعة الثالثة و ثلث عصرا غادرنا المكتبة باتجاه متحف السفن والملاحة البحرية الذي يبعد تقريبا حوالي ثلاث إلى خمس دقائق من المكتبة . دخلنا المتحف في الساعة الثالثة و النصف و بقينا فيه حتى الساعة الخامسة . ذكرني هذا المتحف بمتحف السفن و الملاحة البحرية مري تايمس في مدينة غرينيتش . شاهدنا عدة لوحات عن الرحلات البحرية و نماذج من موديلات السفن الشراعية و عابرات المحيطات و قوارب شراعية و طوربيدات و كل شئ يتعلق ببناء السفن و القوارب و بالملاحة . بدأت بمشاهدة عشرات اللوحات الجميلة لأشهر الرسامين في القرنين الثامن و التاسع عشر و كذلك في القرن العشرين . كما شاهدنا صورا فوتوغرافية جميلة للميناء والسفن . و في منتصف قاعة المتحف شهدنا منصة مرتفعة معروضة فيها كافة الأجهزة و الأدوات الهندسية التي تستخدم في السفن و الإبحار . صعدنا سلما خشبيا إلى هذه المنصة و بدأت بمشاهدة والتقاط الصور للأجهزة المعروضة . كانت إنارة المتحف غير كافية من جهة ، و كثرة النوافذ المحيطة بقاعة المتحف من ناحية أخرى ، أدت إلى إ تعكاس الضوء على القطع الفنية و اللوحات و الأجهزة الأمر الذي أدى إلى عدم وضوح بعض الصور نتيجة لإنعكاسات الأشعة الضوئية . و قبل استعراض الصور لابد لي أن أذكر لمحة تاريخية عن نشوء المتحف . إفتتح مبنى المتحف الجميل المطل على ساحل خليج بحر البلطيق عام 1910 كبناية لقاعة بيع الأسماك في المدينة . و هنا كانت الأسماك تباع بالجملة و المفرد . ان حوانيت بيع الأسماك كانت منتشرة في هذه القاعة تحت سقف واحد . و كانت ألأسماك تحفظ في أحواض ممتلئة بالماء النقي وفق الإجراءات الصحية كما تشالهدون ذلك في الصورة . بدأت فعاليات بيع الأسماك بالجملة عند الصباح المبكر يوميا . و أن حوانيت بيع الأسماك كانت موزعة في الأمكنة الجانبية من القاعة لبيع الأسماك بالمفرد على المواطنين . نجا مبنى قاعة الأسماك من القنابل و الغارات الجوية إبان الحرب العالمية الثانية . لم تستعمل قاعة الأسماك بعد عام 1948 ، لأن إدارة المدينة بنت قاعة جديدة لتسويق الأسماك . ومنذ عام 1971 أصبح المبنى خاضعا لقانون حماية الآثار و حفظها . وبعد انتهاء ترميم مبنى القاعة عام 1977 إنتقل متحف السفن و الملاحة البحرية إليه . يضم المتحف على أكثر من 15 ألف قطعة محفوظة في خزانات زجاجية أو معلقة على جدران و سقف المتحف . إن نوادر الأجهزة و الأدوات التي إستعملت في معرفة إتجاهات الأقطار و قياس عمق البحار و شدة الرياح و غيرها ، لفتت إنتباهي في المنصة المرتفعة . و لمعرفة إيجاد الأبراج المهمة بالنسبة للإبحار كانت الكرة السماوية المصنوعة في إنكلترا في القرن التاسع عشر . أما جهاز الكرونومتر فكان يستعمل في مقياس الزمن بالساعات . و هو ايضا مصنوع في إنكلترا في القرن التاسع عشر . كما شاهدت عدة بوصلات و ساعات شمسية وإصطرلاب و آلة السدس و غيرها . و في وسط و جوانب قاعة المتحف في الأمكنة و الغرف الصغيرة ، عرضت موديلات السفن الحربية و الشراعية و قوارب و سفن صيد الأسماك . وبالجدير بالذكر شاهدنا نموذجا ليخت القيصر الألماني وليم مصنوعا من الفضة والذهب . و على الحائط في الجهة اليمنى من القاعة شاهدنا صورة كبيرة للقيصر الألماني . كما شاهدنا عشرات اللوحات الفنية عن السفن و ميناء كيل التي رسمها أشهر الفنانين المعلقة على جدران المتحف . ومن ضمن الصور كانت إحدى اللوحات الكبيرة و الجميلة معلقة خلف منصة أجهزة و أدوات الملاحة البحرية . و بعد انتهائنا إشتريت ثلاثة كتب عن تاريخ المتحف و كراسا صغيرا بالألمانية و الإنكليزية عن تاريخ المتحف . ومن هذا الكراس صفحة 4 إلتقطت فقط صورة واحدة تاريخية عن قاعة الأسماك . مع أطيب تمنياتي ألمصدر : Sonja Kinzler : Schifffahrtsmuseum Kiel ألمانيا في 7 سبتمبر 2009