رحلة السيدة جين جودآل Jane Goodall إلى عالم الشمبانزي في منتزه جومبي بتنزانيا عام 1960 د . عدنان جواد الطعمة اخبرتني زوجتي الكريمة قبل اسبوعين بأن فلما رائعا عن رحلة السيدة جين جودآل الباحثة في علم سلوك الشامبانزي سيعرض في مدينتنا في اليوم الثاني من سبتمبر الحالي ، لأنها قرأت تعليقات إيجابية في بعض الصحف و المجلات الألمانية عنها . ذهبنا مساء أمس الموافق في 6 سبتمبر 2010 في الساعة الثامنة مساءا و في الساعة الخامسة والنصف من هذا اليوم 7 سبتمبر 2010 مرة اخرى للمرة الثانية ، لكثرة الوقائع و المعلومات التي إحتواها هذ الفلم عن السيدة العظيمة التي كافحت من أجل الحفاظ على الشمبانزي من الإنقراض و على البيئة و ساهمت بإطعام أكثر من 70 ألف مواطنا و يتيما أفريقيا الذين فروا مع أمهاتهم ومن بقي من إخوانهم و أخواتهم الصغار على قيد الحياة من الحروب الأفريقية وخاصة من الكونغو . تحدثت جين جود آل بأنها كانت تحلم أن تزور أفريقيا لمشاهدة الشمبانزي ، وكانت تعمل جرسونة خادمة في مطعم . وقالت ان عائلتها لا تملك المال الكثير و نصحتها أمها على أن تحقق حلمها بجمع المال و العمل . درست فرع السكرتارية عام 1957 وانهت دراستها بنجاح و بدأت تعمل في هذا الإختصاص . و بعد أن وفرت بعضا من المال ابحرت إلى تنزانيا و بدات تراقب سلوك الشمبانزي في منتزه جومبي لوحدها لمدة ستة شهور و شاهدت بأنها بأمس الحاجة إلى المال و تعرفت على مصور مجلة : (National Geographic ) Hugo Van Lawick ، الذي إلتقط لها مع الشمبانزي الصور الأولى التي عملت ثورة في معرفة سلوك الشمبانزي . تطورت علاقة جين جودآل مع المصور هوجو فان لاويك ، حيث اتفقا على الزواج عام 1964 . و قد رزقهما الله سنة 1967 ولدا أطلقا عليه إسما Hugo Eric Louis : . ثم تدهورت العلاقة الزوجية عام 1974 . و في عام 1975 تزوجت مدير منتزه الوطني Derek Bryceson في تنزانيا و بمساعدته تمكنت من ضمان العناية التامة بالشمبانزي. شعرت السيدة جين بالراحة مع زوجها الثاني الذي كان جدا لطيفا و مثالا رائعا أحبته وأحبها من القلب وقالت عندما كان يطير بطيارته فوق مسكنهما يرمي كيسا من البلاستيك من طائرته فوق البيت ، وعندما تفتحه تجد زهرة حمراء . وقالت أنه كان رومانسيا و حنينا للغاية ، لكن القدر فاجئها بمون زوجها بمرض السرطان عام 1980 . أحدثت السيدة جين جودآل ثورة علمية في بحوثها عن مراقبة سلوك الشمبانزي مباشرة لأنها كانت الوحيدة التي عاشت معها في المنتزه لفترة طويلة . وقد اكتشفت بأن قردة الشمبانزي تفترس اللحوم ، و تصنع معداتها و تستعملها في إصطياد النمل الأبيض والديدان وتفترسها . وأن للشمبانزي لغة مختلفة و أنها تخوض حروب منتظمة أيضا . و في مقطع آخر من الفلم كانت السيدة جين جودآل تراقب عن قرب كيف أم الشمبانزي تلاعب أطفالها و تضمها إلى صدرها و تفسح المجال لهم باللعب والقفز عليها و هي صابرة وهادئة . وقالت إنها من أحسن الأمهات و قد تعلمت بعضا منها في تطبيقه مع إبني . و عندما شاهدت السيدة جين جودآل في إحدى القرى أو المدن الأفريقية أنهم يبيعون الشمبانزي المشوي حزنت كثيرا و قررت أن تجد حلا لمنع قتل الشمبانزي و أصبحت جدا نشطة و فعالة لهيئة الأمم المتحدة بإصدار أمر لمنع قتل الشمبانزي و استخدامها للتجارب في المختبرات الطبيبة و الصيدلة لأن الشمبانزي يتألم مثل الإنسان و يشبهه في بعض الصفات أكثر من 90% . و على الفور وجدت أن الفقر المدقع والبطالة والجوع كلها تقود إلى القيام بقتل الشمبانزي و القردة الأخرى ، ثم فكرت بعمل مزارع للدواجن و وفرت أجهزة تفقيس البيض لتوزيعها على العوائل المشردة التي ستعود إلى الكونغو لتبدأ بتربية الدجاج . و قد حضرت أحدى المزارع و سألت المشرف على المزرعة كم فرخا من الدجاج وزعته على العوائل . أجابها أول دفعة ثلاثة آلاف . ثم أسست بنكا خيريا لقرض العوائل الفقيرة قروضا قليلة لكي تبدأ بالعمل والزراعة و تعيد القرض إلى البنك بدون أرباح . وقد ساعدها في هذا المشروع الإنساني محمود يونس الهندي . كما أنها دافعت وتدافع من أجل الحفاظ على البيئة و التغذية الصحية و ليست التغذية الجينية المعدلة . و أصبحت منذ عام 2002 رسولة للسلام التابعة لهيئة الأمم ألمتحدة . وفي سنة 1991 للأطفال في تنزانيا مراكز أو مدارس لتعليم الأطفال الإنكليزية للجذور والأنجال ( البراعم ) Roots & Shoots إنتشرت في أكثر من أربعين دولة لإطعام و تعليم الأطفال اليتامى المشردين نتيجة الحروب في المخيمات من كل القوميات و الأديان و منحهم الأمل للحياة . وعنما زارت السيدة جين جودآل أحد مخيمات أطفال اللاجئين والعوائل من الكونغو تدفق الأطفال من كل جانب وركضوا وهم حفاة لإستقبال السيدة جين جودآل التي أسست لهم هذا المركز التعليمي لإطعامهم و تعليمهم ، حيث سمعت صراخهم و شاهدت فرحتهم المشرقة على وجوههم وكانهم يستقبلون أمهم ، في تلك اللحظة مسكتني العبرة و سالت الدموع في عيني لأني تذكرت أطفال العراق و أطفال فلسطين و لبنان . سيدة بريطانية تحن على أطفال العرب و الإفريقيين و تبذل الغالي والنفيس من أجل تعليمهم و إطعامهم و تثقيفهم و منحهم الأمل والشعور بالإنسانية ، في حين أن بعض العرب المسلمين يقتلون أبناءهم وإخوانهم العراقيين أو يختطفونهم , لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم تطير السيدة جين جودآل 300 يوما سنويا لزيارة أكثر من 40 دولة لألقاء محاضرات أو حضور مؤتمرات أو مقابلات تلفزيونية و صحفية . لم تعرف السيد جين جود آل الملل أو الفشل في تحقيق أهدافها الإنسانية في العالم . وقد زارت السيد كوفي عنان الذي استقبلها إستقبالا حارا و قلدها وساما للدفاع عن حقوق الإنسان والحيوان و المحافظة على البيئة و التغذية والسلام بين الشعوب . ومن يريد الإطلاع على هذه الشخصية العالمية العظيمة فليبحث في ماكنة البحث تحت إسمها Jane Goodall وعن كتبها و عن الجوائز الكثيرة التي نالتها لحد الآن . تفضلوا بقبول فائق ودي واحترامي د .عدنان ألمانيا في 7 سبتمبر 2010