{[ اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرِّضا ]}1 20-07-2009, 01:04 am
غربة مشاعر 2009
©؛°¨غرامي مشارك¨°؛©
دموع شمعة
--------------------------------------------------------------------------------
فتحت النافذة صباحا بين يدين مفعمتين بالحيوية و النشاط , فقد ناداني شعاع الشمس بضوئه الوهاج , فزارتني نسمة عليلة على صفحات دفتر مؤلفاتي , ثم غادرت بعد ان تركت الصفحات تتلاطم و تتقلب , فنظرت اليها و هي تتقلب , ونظرت الى الكلمات التي كتبتها بريشتي , و عندما توقف ذلك التقلب على ورقة بيضاء فارغة , سمعت صوت مخيلتي تخاطبني ان امسك قلمك و ابدئي بتأليف قصة جديدة , و اوحت لي نفسي بفكرة مميزة , و كان هذا ما كتبت .........
كان لوالدي منزلا كبيرا من اكبر منازل بلدتنا , يسر الناظر اليه من الخارج , و يسحر المتأمل فيه من الداخل , و لكن لن يصدق احد ان قلت بأنني و امي كنا نعيش في قبو هذا المنزل الفخم الضخم على مدى سبع سنوات , فكبرت و عرفت الحقيقة المرة , فبالرغم من انني ابنته الوحيدة فقد كان يكن لي و لامي كرها عميقا , فقد خسر رهنا مع صديقه حين و عده بمبلغ كبيرمن المال ان انجبت زوجته صبيا , فأصبحت انا و امي في نظره جالبتي الحظ السيء , فلم نذق من ماله اي قرش , فقد كانت امي تعمل لتوفر ما يسد رمق عيشتنا , كانت تذهب الى السوق يوميا لتبيع ما تحيك يديها المتشققتين المتعبتين , حت جاء ذالك اليوم الذي طردنا فيه من القبو فقد عرف الناس ان زوجة الثري تعمل بائعة متجولة في السوق , فمن هنا بدأت رحلة عمري التي لا تنسى ., و ضاع حلمي في ان اصبح كاتبة عظيمة , فلممت الاغراض , و غادرنا المدينة في للية باردة كان ظلامها غطاءنا الموحش , فلم نكن نرى الا النجوم الجميلة التي كانت ترجو لو ان الغيوم تتزحزح عن القمر للحظة فيطل بنوره و ينير دربنا التائه , فالنجوم كما كانت تقول امي طيبة وودودة . و صلت امي الى النهر الفاصل بين البلدة و القرى المجورة , فسكبت قطرة فضية من دموعها على ارض البلدة , ثم مشينا على ذلك الجسر الغير متماسك نعبر النهر الطويل , و لكن الجسر لم يحتمل فتحطم قبل ان تعبر امي و جرفتها المياه السريعة الباردة بعد محاولاتي البائسة في انقاذها , فبت ابكي و الوم نفسي و احترق ندما , لانني عبرت قبلها و عاتبت نفسي و اكملت بكائي ,و و تفجرت صرخاتي و دموعاتي و انا انأمل العقد اللؤلؤي الذي اهدتني اياه .... ثم قادتني رياح الشقاء الى اقرب قرية و جدت كل من فيها نسخا اصلية من ابي , فعشت فيها سنوات الذل و الفقر , فكن ألتقط البقايا لأقتات و اكل ما ألتقطه من الفتات , و ألملم ما في عقلي من شتات , ولم يكن هناك ما يخفف اشتعال نار قلبي غير دموعي التي وددت لو انها تحرك مشاعر الناس حولي , و لكن لا يمكن لأي شيء ان يحرك مشاعر من كان معدوم الشعور . و في يوم كنت امشي قرب روضة خضراء ,ومترقرقة الاحداق , فرأيت شخصا يشير لي ان تعالي , فسرت نحوه بخطوات مترددة حتى و صلت , فقال لي : (( اجلسي لأرسمك )) , فجلست و تابعت بكائي فسألني : (( لا البكاء يا جميلة ؟ )) ابتسمت حينها و تفتحت زهور روحي , فلأول مرة اسمع لمن يقول لي كلمة كلمة لطيفة بعد امي , ثم رويت قصتي له بينما كانت عبراتي تتزاحم فتدفعها الجفون الى الخد . اما هو فقد تأأأثر كثيرا و تابع رسمه حتى انهى اللوحة و اراني اياها و قال لي : (( جمالك المأساوي سيصبح تحفة يوما ما )) فلم افهم الا بعد ان اخبرني انه سيشارك بهده اللوحة في مسابقة كبرى للرسم , و انه سيقاسمني الجائزة عندما يفوز , فبدا واثقا من الفوز ,ووو هذا مأثار استغرابي , ثم سألني عن اسمي و اجبته , فقال : (( اذا سأسمي اللوحة ( دموع شمعة ) )) , فضحكت و شاركته بدمعة رقيقة .
و مرت الايام و انا اتابع الاخبار و بدأت اطارد الهموم و الآلام , الا انها عادت الي مرة اخرى نهار يوم غائم و ظننت انها جاءت لتزورني فقط , و لكنها جاءت لتقيم معي و تشاركني حياتي من جديد , ذهبت يومها الى البلدة , و رايتاللوحة التي رسمها ذلك الفنان ,و نعم اللوحة التي كانت تحمل صورتي , و رأيتها كبيرة جدا ملصقة على حائط وسط البلدة , رايتها هنا و هناك و في كل انحاء البلدة , و اول ما فكرت فيه هو ان الرسام قد فاز باللوحة , فطارت عصافير قلبي و غردت , و لكن سرعان ما سقطت فقد اصيبت اجتحتها بطلقة حزن و رعب مفاجئ , حدث ذلك عندما رأيت صورة ابي تحت صورتي ، و ما صدمني اكثر هو الشبه الواضح بين ملامح وجهي و ملامح وجه ابي , و لسوء الحظ لم اكن اعرف القراءة لأقرأ ما كتب عليها فأولما فكرت فيه هو ان ابي يريد ان يعيدني اليه . دارت في عقلي احتمالات كثيرة .
قد يقتلني او يعذبني او .... او يفعل بي ما يمكن ان يطرأ على بالهمن افكار شريرة , بعد ان تغيرت تعابير وجهي من السعيدة الى الموعبة المرتجفة , و بعد ان ازددت خوفا بسبب نظرات الناس الي , و تحديقهم في , و اشارتهم الي . و رأيت شفاههم تتحرك بكلام عني , فأسرعت فكان منهم من يلحق بي انا في الهواءاحسست بأن الزمن عد الى الوراء قلبلا بل كثيرا , ومر شريط حياتي امام عيني بسرعة البرق ,و بل اسرع ,ثم توقف لحظة غرق امي , هنا في هذا المكان ماتت امي , فحدث لي ما حدث لها , فسقطت بعد ان حررت احدى دمعاتي السجينة و ألقيتو قلادة امي , ففعلت كما فعلت , و سحبتني المياه الجارية فغادرت الحياة المُرة . وهذه هي كانت النهاية ,و نهاية شمعة مأساوية , التي ماتت و هي لا تعرف الحقيقة بأن والدها قد مات و كانت هي وريثته الوحيدة , فنشرت صورها لتعطى حقها من الميراث والدها , و لكن جهلها حرمها من ذلك مع انه لا ذنب لها في ذلك .... و انا روحها , جأت لأنقل لكم قصتها بعد عشر سنوات من وفاتها , و لأعود و اعود و اخبرها بأن رسام قد فاز باللوحة , وبحث عنها و لم يجدها , ولكن مالها لم يذهب سدى ,فقد سخر لبناء دار (( الشمعة للايتام )) , و ها هم يخرجون بأبتسامة ترتسم على شفاههم ,و و بهجة تبرق من قلوبهم , و بدمعة اسى تبكيها عيونهم , حيث كان كل من يدخل و يسمع قصتها و يرى صورتها الحزينة يتأثر كثيرا , فها انا جئت لأقرأ هذه الابيات التي كتبت فيها :
دموع شمعة لم تزل تذرف و قد طال الأزل
دموع شمعة ما تزال اليوم تشعل فينا الامل
ماتت يوم البدر اذ يكتمل
رحلت و لكن طيفها لم يرتحل
روحك كانت تذل لكن الان تقدر و تجل
ذكراك يا شمعة في القلب تبقى و تظل
و دموعك لم تزل تذرف و قد طال الازل
و لأرد عليها بقولي :
افيا قلبي ابتهل .. و ارتد احلى الحلل
و استريحي يا دموعي .. و اربحي خدي الخجل
و راقبي يوما رجوعي .. دون خوف او وجل
و ارتوئي من ينابوعي .. في جنان ربي عز وجل
و أخيرا لأعود حيث كنت داخل قلادة امها النفيسة , لأبقى في حفظ ربي .
1
1
1
1
تحياتي19:::