كنت أمشي وأمشي وأمشي … كأني بذلك ابحث عنها … لم أكن ابحث عنها … كنت أعرف مكان وجودها … لهذا لا أدري لما كنت أمشي ….!
وأنا في تلك الحالة من الضياع اللانهائي …. صادفتني صديقتها …. أسمها سلوى …. وقفت وأستوقفتني …. سلمت عليها …. ردت السلام وقالت : بن علمي كيف الحال …؟!
قلت : لا تسألي عن حالي …. فأنا ضايع بين اسمها والماضي
قالت : من … من هي ..؟!
سكت - أنا – ولم أجاوب …. ثم استأنفت – هي – الحديث ….
كانت تعرف اني احب غيرها … كانت تعرف ان قلبي لا يطاوعني لمحبة سواها …. ومع هذا جائت وكشفت عن أوراقها امام عيني …. كشفت عن مكنونات قلبها …. عن أسرارها وخبايا نفسها … عن ما نسيها الدهر وعافها الزمن … لم تقل مقدمة طويله …. لم تتفلسف …. لم تستحضر حكم مبتذله وأشعار قديمه … حتى لم تشرح كيف ومتى أحبتني ….
كل ما قالت : أحبك …..!
وما إن قالت تلك العبارة حتى أظلمت الدنيا في وجهي … خفت خوفا لم أخفه يوما … إرتبكت في كلامي …. تلعثمت …
الجميل اني لم أبكي …. لم أدمع … لكن كادت الدموع تسيل مني … تجمدت في وقفتي … لم أتزحزح …. وقفت مستقيما وشامخا مثل الجبل ….
البعض يفرح وتأخذه النشوة … نشوة الفوز عندما تخبره فتاة انها تحبه ..كأن الفتيات غزوات او حروب لابد خوضها والفوز بها ….
لكنني …. لم أستشعر تلك النشوة … لم اعتقد ان هناك حربا لهذا لم أفرح … كأن الفرح يجافيني … يعاندني … يتعمد في الاختفاء امام عيني وفي حياتي ….!
ليس الغريب انها أحبتني …. وليس غريبا جرأتها وطلاقة لسانها …. وليس غريبا ايضا انها سارحتني ولم تخف او تتردد في كشف مكنونات قلبها …. وانما الغريب حظها الذي لم يسعفها …. حظها العكر …. حظها الذي جعلها تحبني في هذا الوقت …. هي تدري اني احب غيرها … بل وأخبرتها عن ذلك … لكن قالت :
مادام انك تحبها …. ولا ترضى بديلا لها …. اذا اطلب منك ان تكون وفيا لها …. لا تخنها …. لا تزعلها …. كل ما أطلبه منك هو ان تجعلها في عينك …. في قلبك … في خيالك اينما ذهبت واينما حللت ….!
ثم قالت … عندي طلب أخير يا بن علمي …. قلت أطلبي …
قالت … أنا لا اطلب منك ان تحبني … او حتى تحاول في محبتي …. بل كل ما أطلبه منك هو ان تدعني أحبك كيفما اشاء… وبالله اترك قلبي يحبك دون مقابل … بل أتركني مع قلبي نكتب أجمل قصة حب عرفتها البشريه ….
آه يا بن علمي …. أليس جميلا ان تشتركا صديقتين في حب رجلا واحد ……؟!
هي تحبك … وانت تحبها …. وبهذا تشكلان ثنائيين .
اما أنا ……!
لم تكمل عبارتها …. بل ذهبت وأختفت أمام ناظري …. ذهبت مع قلبها … وبرفقت حبها لي …
تركتني عاجزا أمامها …. تركتني مع تلك الكلمة …. أحبك
أ
ح
ب
ك
أحــــــــــــبــــــــك