بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب السبت هم قوم من بني إسرائيل نهاهم الله عز وجل عن صيد البحر يوم السبت وابتلاهم بخروج الحيتان في هذا اليوم بكميات كبيرة فكانوا يحفرون الحفر أو ما يسمى بالكمين يوم الجمعة لتقع فيه الحيتان يوم السبت فيصطادوا يوم الأحد.
هكذا صنع أصحاب السبت فماذا صنع خراف هذه الأمة ؟
ابتدأ غزو حب السفح في العصور الوسطى لهذا الأمة وفي الأندلس خاصة ومن القصص العجيبة أنه كان هناك طفل لم يبلغ سن الرشد وكان يجهش بالبكاء لعدم اصطياده عصفورين بسهم واحد وبعد أن راهق وبلغ أشده جهش بالبكاء لعدم لقاء عشيقته ومن هنا غزا جيش الإفرنج المسلمين في الأندلس وقضوا عليهم.
فأخذ الشعراء في هذا الأمة يتداولون ذكر حب السفح حتى أتى ذلك الشاعر المسمى اليأس خضر بقصيدته الكفرية التي يحاج فيها ربه.
رب أنك قد خلقت الجمال فتنة
وتأمر عبادك بغض الطرف
فكيف تأمرهم بغض الطرف
وأنت جميلاً تحب الجمال ؟
هكذا قال عدوا الله.
وما يزيد عجبي عجب أن بعض العقول الناقصة يتحججون بأن الله جميل يحب الجمال ويتناسون أن الله يأمرنا بغض الطرف ويتناسون إن النظر سهم من سهام إبليس.
من هنا نستطيع الربط بين أصحاب السبت في قديم الزمان وأصحاب المنزلقات الأخلاقية في هذا الزمان إلا إن أصحاب السبت كانوا يبحثون عن الحيتان لبطونهم بينما خراف هذه الأمة يبحثون عن الجُمل والقصائد السفحية لغرائزهم ويحاولون بأفعالهم سلك طرق الرذيلة.
ولو أمعنا النظر لوجدنا إن بعض وسائل الإعلام العربية سواءً صحف أو مجلات لازالت تضم بين طياتها مواضيعها الغرامية وحب السفح.
والأدهى والأمر من ذلك أن تلك المواضيع غزت المنتديات وأقسام الحوار خاصة كغزو اليهود لنا !
ومن هنا نستنتج الترابط بين المعصيتين ولله المثل الأعلى معصية أصحاب السبت ومعصية كتابنا في وسائل الإعلام والمنتديات.
فمتى توجه عقولنا إلى العلم بدل توجه قلوبنا إلى العاطفة ومواضيع الغرام البناتية؟
أخواني الكرام
هل لنا أن نتفق على عتق أقلامنا من مواضيع الغرام في هذا المنتدى وفي هذا القسم خاصة ؟
حب السفح
لا يدرج في العلم المستفاد منه بل هو منزلق أخلاقي لا يأتي سوى بالوهم.
حب السفح
لا يمكن أن يرقى بالأمة يوما ما بل يعيدها إلى الحضيض مرة أخرى.
حب السفح
دوامة من الأمراض النفسية يكشفها النصيب قصر الزمان أم طال.
حب السفح
عار لا يقره ديننا أو عرفنا.
حب السفح
زنا مغلظ للجوارح قد يصدقه الفرج يوما ما.
الله عز وجل يأمرنا بعدم القرب من الزنا كما جاء في الآية الكريمة:
(وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً)
فما بالنا بمن يعصي الله ويقع في هذه الرذيلة ويفتخر بها ويعاني من أوهامها ويعد لها موضوع على مرائي العامة ؟
الله عز وجل يأمرنا بالعفة حتى يحدث بعد ذلك أمراً كما جاء في الآية الكريمة:
(وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)
فما بالنا بمن يعصي الله ويطيع عدوه إبليس ويقع في ما لا يحمد عقباه ؟
وما يجعلنا نميل إلى الشك بأن أبناء هذه الأمة تأثروا بثقافة الخراف هي تلك الأنشودة التي يرددها أطفالنا منذ صغرهم.
خاروفي خاروفي
لابس بدله صوفي
له قرنين وأربعة رجلين
يأكل برسيم هم هم هم
يتناولون أطفالنا هذه الأنشودة التي من المفترض أن تكون من المعلقات السبع.
ليس لأنها من أربعة أبيات تصف تلك الخراف ذوات الأربع أطراف.
ولكن لأوجه التشابه بين المعلقات السبع من الشعر الجاهلي والمعلقين في الغرام من الخراف الجهلة فكلا الحضارتين مبنية على الجهل أحدها الجهل الجاهلي وهو أسم على مسمى والأخرى الابتعاد عن القيم وهو الجهل الفعلي.
والمصير واحد لكل خروف أما التعليق من قبل الجزار أو التعليق في حب السفح.
ومنذ نعومة أظلاف تلك الخراف عندما كانوا من البُهم وهمهم الوحيد هو التماشي بمبدأ هذه المعلقة وسلك طريق التعليق في حب السفح والغرام حتى لا يعلق ذلك الخروف في المسلخ طالما إن المصير واحد هو التعليق.
فمنهم من ارتداء الجينز في فصل الصيف للمظهر الخارجي حتى وإن كان من الصوف ودون مراعاة مناخنا في شبه الجزيرة العربية أو النظر للفائدة وأخذ بعد ذلك يتسكع في الأسواق لجلب أكبر كم من النعاج.
ومنهم من أستبدل القرنين بالكدش للمناطحة بقية الخراف ممن سبقه على النعاج الدرع.
الصنف الأخير من الخراف ومن ينطبق عليهم البيت الأخير من هذه المعلقة.
وهم المكثرون من أكل البرسيم لهدفين.
الهدف الأول هو تجنب أكل لحوم أخوانهم.
والهدف الثاني الحفاظ على الرشاقة وخاصة الخصر وما جاور الحزام.
لذلك نكاد أن نشك في معقوليات هؤلاء الأقوام حتى نؤيد من جعل عقول الخراف ندّ لها لأن الخراف لا عقول لها تميز الحرام عن الحلال وسيطرت عليها الشهوات وحب الشبع سواء شبع البطون أو شبع الغرائز فكفى شبع القلوب بعاطفة الرذيلة.
نحن الخراف فلا تشتتك الظنونْ
نحيا و همّ حياتنا ملءُ البطون
دع عزة الأحرار دع ذاك الجنون
إن الخراف نعيمها ذل و هون
أحيا خروفاً سالماً في كل حال
أحيا سليماً من سؤال واعتقال
من غضبة السلطان من قيل وقال
و إذا جُرِّرت إلى احتفال صفق
و إذا رأيت الناس تنهق فانهق
انظر تر الخرفان تحيا في هناءْ
لا ذل يؤذيها و لا عيش الإماء
تمشي و يعلو كلما مشت الغثاء
تمشي و يحدوها إلى الذبح الحداء
ما العز ما هذا الكلام الأجوفُ
من قال أن الذل أمر مقرف
إن الخروف يعيش لا يتأفف
ما دام يُسقى في الحياة و يُعلف
من مواضيعي
انتهى