إرتياح النفس في مشاهدة القمر والهلال و الشمس د . عدنان جواد الطعمة إقتنيت قبل عقود أول كامرة عندما كنت طالبا في الصف الخامس أو السادس الإبتدائي . كان نوع الكامرة كوداك ، عبارة عن علبة . أتذكر بأني التقطت أول صورة لغروب الشمس من على قنطرة أو جسر صغير على نهر الحسينية بمدينة كربلاء . و لغاية هذه اللحظة أتذكر اللقطة الفنية لأشجار النخيل الباسقة على ضفتي النهر و انعكاس أشعة الشمس الذهبية على النهر . بيد ان فلم الكامرة كان أسود اللون . فلم تكن لدينا أفلام ملونة في ذلك الحين . و عندما طبعت الصور الأولى قمت برسم المنظر بأقلام طباشير الباستيل الملونة . أريت تلك الصور لمعلم الرسم في المدرسة الإبتدائية الذي قام بتشجيعي آنذاك على الرسم . وعلى ضوء ذلك بدأت بالرسم . إشتريت كارتات أو صور ملونة لأسمهان و فريد الأطرش و طه حسين و طابعا بريديا للملك المرحوم فيصل الثاني ، ذو فئة فلس عراقي ، عندما كان صبيا أو في دور المراهقة . قسمت كل كارتة أو صورة إلى مربعات صغيرة رقمتها أفقيا و عموديا . وبالمقابل قسمت أوراق دفتر الرسم ايضا إلى مربعات بعدد مربعات كل صورة ، إلا أن مساحة المربعات كانت أكبر بكثير . وقد قمت أيضا بتقسيم الطابع البريدي الصغير إلى مربعات صغيرة مستعينا بعدسة التكبير اليدوية . و بعد أن أنهيت رسوماتي للشخصيات التي كنت أحبها ، أخذت الرسوم معي إلى المدرسة . ثم أريتها معلمي الرسم الذي شجعني و قال لي يا إبلي عدنان واصل الرسم فأنت رسام بارع . لازلت أتذكر إسم الأستاذ الجليل رفيق إطيمش . و بعد انتهاء دروسنا عدت إلى البيت فرحا مسرورا و بمعنويات عالية . أخبرت والدتي المرحومة بأن معلم الرسم قال لي أن رسوماتك جدا حلوة . و في الحال قامت والدتي بجلب مطرقة و مسامير و ثبتت و علقت الصور على جدار غرفة إستقبال الضيوف . نمت تلك اللية فرحا سعيدا . وقد قمت في الأيام التي تبعت ذلك اليوم بمحاولات بسيطة و متواضعة لرسم الزهور والفراشات و كل حاجة لفتت إنتباهي . لكن سعادتي كطفل أو صبي لم تدم طويلا للأسف الشديد . و ذات يوم قامت ثلاث سيدات من أقربائنا أو صديقات أمي بزيارتنا . و عندما دخلن غرفة الإستقبال قالت المرحومة أمي لهن مفتخرة بي ، أنظرن إلى هذه الصور الجميلة التي رسمها ولدي عدنان ! بدأت النسوة بالتعليق الجارح على الصور بدلا من أن يقمن بتشجيعي مجاملة كطفل . و عندما سمعت ذلك الإنتقاد الحاد بكيت و قفزت على الصور و مزقتها . أثرت هذه القصة عليّ تأثيرا بالغا و قررت في حينه ألا أرسم مطلقا . لم انم تلك الليلة أبدا . و في الصباح التالي كان لدينا درس الأعمال والرسم . ذهبت إلى المدرسة و جلست في الصف كئيبا . وعندما جاء معلمنا الأستاذ رفيق إطيمش بدأت بالبكاء . قدم المعلم إلي و سألني بكل طيبة و ابوة يا ولدي لماذا تبكي ؟ حكيت عليه الحكاية من البداية إلى النهاية . أدار رأسه إلي اليمين واليسار وقال لي : يا عدنان أنا معلمك في الرسم و أقول لك يا عدنان أنت رسام . لا تهتم و تكترث بكلام العجائز النسوان ، فأنهن لا يعرفن فن الرسم . أنا معلمك في الرسم . إستمر بالرسم ولا يهمك كلام الآخرين . قلت له لن أرسم أبدا . و من حسن حظي أن إشترى لي والدي المرحوم كامرة أفضل من كامرتي . و قد جلبها لي بعد عودته من الكويت الشقيق . و بالجدير بالذكر أن نواة موهبة الرسم لم تقبر أبدا ، بل تحولت من نواة الرسم إلى نواة التصوير . و أصبحت الكامرة ترافقني في كل مكان و في أسفاري إلى المدن العراقية الجميلة أو حتى إلى الكويت الشقيق . لست ادري لماذا قصصت عليكم هذه الحكاية ! أتمنى و أرجو من كافة ألأخوات و الإخوة بأن يشجعوا أبناءهم و بناتهم على الرسم و بقية هواياتهم ، لكي تنمو معهم . بدأت بالتصوير بكامراتي العادية البسيطة في كل مناسبة و سفرة . و أثناء دراستي الثانوية والجامعية و عملي في بغداد العزيزة لأكثر من عشرين سنة قمت بتصوير المناظر الجميلة في بغداد و في طاق كسرى و بعقوبة و ديالى والصدور و الحلة والديوانية و الموصل و البصرة و منطقة كردستان العراق كمدن السليمانية و أربيل و شقلاوة و شلال كلي علي و غيرها من القرى و النواحي والأرياف الساحرة الجميلة . أما قيامي بتصوير ميناء البصرة و شط العرب و القرنة فحدث ولا حرج . و في رحلاتي السابقة إلى إلمانيا عن طريق تركيا و بلغاريا و يوغوسلافيا قمت بالتقاط صورا لا بأس بها . كانت كلا من شروق و غروب الشمس و طلوع القمر والهلال ، كلها في أوقاتها تسحرني كثيرا و تبعث حتى هذه اللحظة في نفسي البهجة و السعادة . ومن خلال عشرات الرحلات التي قمت بها إلى الدول العربية و تركيا و الدول الأوروبية و امريكا تجمعت لدي آلاف الصور الورقية والسلايدات وآلاف الصور بكامرات الديجيتال . لذا فكرت قبل مدة أن أعرض عليكم بعض الصور الجميلة عن شروق الشمس و غروبها و طلوع الهلال و القمر الذي عشقته البشرية منذ وجودها لهذه اللحظة . دونت بعض تواريخ رحلاتي والتقاط الصور لغروب الشمس و شروقها و القوس قزح و الهلال و القمر . و منذ شهر آب الماضي و لغاية لية أمس قمت بالتقاط الصور عند غروب الشمس و شروق القمر سواءا على المرتفعات الجبلية حول مدينتنا أو في مزرعتنا أو في مكتبتي . إلتقطت ليلة أمس صورا فقط للقمر لأن السماء كانت ملبدة بالغيوم . ف لم أتمكن من رؤية غروب الشمس . كل يوم يزداد عشقي وإعجابي بقدرة الخالق الكريم سبحانه و تعالي .. والشمس تجري في نظام ثابت ما فيه إسراع ولا إبطاء فلو أنها اقتربت لأحرقت الثرى أو أبعدت جمدت به الأحياء فمن الذي سن النظام و هل سنته هذي الصدفة العمياء أحاول قدر الأمكان عرض صورا مختلفة لغروب الشمس و شروقها و الهلال و القمر ، آملا أن تنال منكم حسن الرضا و القبول . أخوكم مع أطيب تمنياتي د . عدنان ألمانيا في 10 سبتمبر 2009